بيكيا | بقلم حنان فهمي

يا الله كم كنت مخدوعة فيك طوال الوقت ؟ . . كيف لم أعرفك جيداً  كل هذه السنيين ؟ . . هل هانت عليكي عشرتنا  وقررتي الإستغناء عني بهذه السهولة ؟ . . وهذه الطريقة المهينه ! وهذا الثمن البخس ؟! . .

***

انا هي الإنسانة التي كنت دائماً تتحمل معك ومنك، ولم أشتكي أو أبوح بكل ما كنت اشاهده واسمعه ؛  قصصك، أحاديثك، أحزانك . .

أنا كنت أشاطرك الأفراح والأتراح، وكثيرا كُنت أحزن من أجلك، فقد شاهدت معك حالات  حب، وآلام فُراق، وبكاء وكثيرا من الدُموع..

كنت تبكين سراً على كتفي وتخفي وجهك عن الجميع عندي حتى لايراكي أحد، فكثيراً إبتلت يدي بدموعك، وكنت أعيش معك في تأملاتك . . أفكارك . . استمع إلى قصصك وكتاباتك بإنصات ، كلماتك التي كنتي دائماً  تقرئيها بصوت منخفض، ولا أنكر كم كان كان يعجبني خيالك الخصب فيها، وكم تمنيت يوماً أن تكتبي قصتي معك .

من أجمل الأوقات التي كنت أسعد بها صلاتك وخشوعك، دعائك وابتهالاتك حتى مطلع الفجر..

***

عاماً كاملاً  بعد الحادث الذي وقع لك وكنت لا ترتاحي إلا معي، كنت استمع لشكوتك من ألمك وأتمنى لو استطيع أن أزيل عنك كل هذه الأوجاع،

لم اتعب من اتكائك علي ولم اشتكي،عاماً كاملاً لم تفارقيني إلا سويعات قليلة،ساعة أراكي  تبكين على ما مضى، وأخرى تضحكي عند سماعك خبر سار،

مللت من مشاكل أبناءك  وقصص الحب التي لا تنتهي، يقصها عليكي أولادك، واصدقائهم، عندما يأتون لزيارتك ويلتفون حولك، وأحيانا تعلو أصواتهم، فيعج المنزل بالضجيج مابين ضحكات وجدال،

أشاهد حزنك كل مرة تختلفي فيها مع زوجك و أشفق عليكي ثم فجأة أجدك في قمة السعادة عندما يهديكي  قيراط ذهبي محاولة منه لإرضائك كنت أريد أن أخبرك وقتها أنه يخونك مع  سمر صديقتك المفضلة وجارتك كنت أراها  تأتي وانت غائبة، ربما تجده وحده، لكنها كانت تصدم عندما يفتح الباب لها أحد أبنائك،

وهي  تتلفت بعينيها بحثاً عنه ربما تجده،

كنت اسمعها تنصحك دائماً بالانفصال وعندما تذهبي لتحضري لها مشروباً تتمتم بكلمات حاقدة على حياتك المستقرة ، أسمعها وهي تتمنى أن تصبح مكانك . . بيتك هو بيتها وزوجك هو زوجها.

تمنيت كثيراً لو تكتشفي حقدها عليكي، ولكن كانت ثقتك بها كبيرة كثيراً ما تعمدت أن تسكب المشاريب الساخنة على يدي لتحرقني وكأنها تعلم أني كشفت سرها

أصبحت سعادتي كبيرة حين علمتي بخيانتها لكي و خداعها ومنعتيها من دخول المنزل مرة أخرى أخيراً تخلصتي منها،

***

كم شاركتك أحلامك وعندما قررتي ترك المنزل  كنت مطمئنة إنك لن تتركيني، لأنني رفيقتك المفضلة، ومن المستحيل أن تستغني عني رأيتك يوماً تبيعي بعض الآثاث فرحت من أجلك فأنتي منذ زمن طويل  ترغبين في التغيير كم تخيلت ذهابي معك للمنزل الجديد ومشاركتي لك سعادتك بالتغيير وفي اليوم الأخير سمعت صوت من الشارع ينادي

بيكيا..

و رأيتك  تسرعي إلى الشرفة مناديه “ياعم يا بتاع الروبابيكيا”وهو يرد بصوته الأجش..نعم يا استاذه عندك حاجة قديمه للبيع

– اطلع وشوف بنفسك…

صعد بائع الروبابيكيا السلم، كنت اسمع وقع أقدامه وكأنها طبول الحرب،

وشاهدت وجهه وهو يدخل البيت ونظراته الحادة،

وكانت صدمتي عندما  شاهدتك تنظري إلي وتسأليه تدفع كام في” الكنبة “دي !!

لم أصدق ما سمعت

احقا تتحدثي عني !

يرد بائع الروبابيكيا ؛

١٠٠جنيه يا استاذة

١٠٠جنيه ده انا شرياها من عشر سنين ب ألف

-هو ده اللي عندي يا مدام موافقة ولا امشي ؛

-شيل معنديش وقت،

قام  البائع بحملي وأصبحت نهايتي في عربية الروبابيكيا…..

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

الإبادة الفكرية والثقافية

كتب | وائل أبو طالب إن ترسيخ وصناعة الكذب والمعلومات المغلوطة ولا سيما تلك التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *