بقلم الإعلامية دكتوره | ماجده عبد العال
في كل مناسبة وطنية عظيمة، تثبت مصر أنها لا تحتفل بالماضي فقط، بل تبني للمستقبل أيضًا. وبينما يحيي المصريون ذكرى تحرير سيناء، جاءت لفتة إنسانية جديدة بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعفو عن 746 نزيلًا، لتتحول لحظات الاحتفال إلى مشاهد أمل، ولمّ شمل، وبداية حياة جديدة لمن استحقوا فرصة ثانية. هذه الخطوة تجسد حرص القيادة السياسية على رعاية حقوق الإنسان، وتعزيز قيم التسامح والرحمة

ففى مشهد إنساني مؤثر، عانق 746 نزيلًا الحرية بمناسبة الاحتفال بعيد تحرير سيناء، ضمن قرار العفو الرئاسي الصادر عن الرئيس عبد الفتاح السيسي. جاء هذا القرار ليؤكد مرة أخرى حرص الدولة المصرية على تعزيز قيم التسامح وحقوق الإنسان، وإعطاء الفرصة للنزلاء لبدء صفحة جديدة مع المجتمع، بعد أن قضوا فترة من حياتهم خلف الأسوار.

الرئيس السيسي.. جمع الشمل ومنح الفرصة
بموجب القرار الجمهوري، تمكن المفرج عنهم من لقاء ذويهم وأحبتهم بعد غياب، في لحظات امتلأت بالدموع والفرح. وجاءت كلماتهم معبرة عن امتنانهم العميق للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أتاح لهم فرصة جديدة للحياة، ولمّ شملهم بأسرهم، في وقت يمثل فيه الاستقرار الأسري والمجتمعي أولوية قصوى لبناء مجتمع متماسك ومتحضر.
وزارة الداخلية.. نموذج جديد للإصلاح والتأهيل
من جانبها، قامت وزارة الداخلية بدور بارز في تنفيذ القرار، حيث حرصت على أن تتم عملية الإفراج في أجواء إنسانية منظمة، مع توفير الدعم والرعاية للنزلاء خلال فترة قضائهم العقوبة. فقد عملت الوزارة، عبر قطاع مصلحة السجون ومراكز الإصلاح والتأهيل الحديثة، على تطبيق برامج متكاملة للتأهيل النفسي والاجتماعي والتدريب المهني، مما ساهم في إعداد المفرج عنهم للاندماج مرة أخرى في المجتمع بطريقة إيجابية وبنّاءة.

العفو الرئاسي.. نهج متواصل لحقوق الإنسان
يُعد قرار العفو الرئاسي بمناسبة عيد تحرير سيناء استمرارًا لنهج الرئيس السيسي في دعم ملف حقوق الإنسان، من خلال إعادة تأهيل السجناء وإعادتهم للحياة العامة بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقتها الدولة. كما يعكس هذا القرار رؤية القيادة السياسية بأن العدالة لا تقتصر على العقوبة فقط، بل تشمل أيضًا الرحمة وإعطاء الفرص الثانية لمن يستحقونها.
نظرة نحو المستقبل
يحمل هؤلاء المفرج عنهم آمالًا كبيرة لبدء حياة جديدة، يسودها العمل والاجتهاد والالتزام بقيم المجتمع. وقد جاءت لحظة الإفراج لتؤكد أن مصر ماضية في طريق الإصلاح الحقيقي، ليس فقط على مستوى المشروعات القومية والتنموية، بل أيضًا على صعيد بناء الإنسان والحفاظ على كرامته.
لم يكن عيد تحرير سيناء هذا العام مجرد مناسبة لاسترجاع انتصارات الماضي، بل كان احتفالًا حقيقيًا بانتصار القيم الإنسانية في الحاضر. قرار العفو عن 746 نزيلًا جسد رؤية مصر الجديدة التي تضع بناء الإنسان في صدارة أولوياتها، وتؤمن بأن الأمل يمكن أن يولد من رحم الألم. وبهذا العفو، تواصل الدولة المصرية مسيرتها نحو مجتمع أكثر تسامحًا، وعدلًا، ورحمة.
magy-news@hotmail.com