القاهرة | كتبت : عبير نعيم أحمد
دِيوَان صَدَرَ حَدِيثًا لِلشَّاعِرِ اَلسُّعُودِيِّ اَلْكَبِيرِ دُكْتُورُ خَالِدْ خُضَرِي
لَيْسَ بِجَدِيدٍ عَلَى دُرُوبِ أَقْلَامِ اَلشُّعَرَاءِ اَلسُّعُودِيِّينَ بِصِفَةٍ خَاصَّةٍ أَنْ تَعْتَلِيَ أَقْلَامَهُمْ صَهْوَةَ اَلشِّعْرِ فِي اَلْوَطَنِ اَلْعَرَبِيِّ . فَهْمُ شُعَرَاءَ بِالْفِطْرَةِ كَمَا يَقُولُ تَارِيخَ اَلشِّعْرِ عَنْهُمْ تَأَلُّقُ اَلشَّاعِرِ د خَالِدْ خُضَرِي فِي دِيوَانِهِ اَلنَّثْرِيِّ نِسَاءً خَوَالَدْ بِقُصَارَى عِبَارَاتٍ ذَاتِ أَثَرٍ عَمِيقٍ عَلَى اَلْقَارِئِ تَحَرُّكَ اَلْكَاتِبِ بِقَلَمِهِ لِمِنْطَقَةٍ ثَرِيَّةٍ وَجَيَّاشَةٍ بِالْحِسِّ اَلْعَاطِفِيِّ كَانَتْ مِنْطَقَةٌ رَكُّوزْ لِتَنْطَلِق اَلْأَبْيَاتَ فِي تَسَلْسُلٍ عَاطِفِيٍّ مُتَمَرِّدٍ عَلَى قَسْوَةِ اَلذِّكْرَيَاتِ اَلْأَلِيمَةِ بَيْنَ لَحَظَاتِ اَلْفَقْدِ وَأَلَمِ اَلتَّذَكُّرِ ك عَيْنَاكَ اَلْوَاسَعَتَانْ تَرْمُقُنِي .
لَحَظَاتٌ مُتْعَبَةٌ اَلْمَنْسِيَّةِ . وَبَيَّنَ طَيَّاتِ اَلصَّمْتِ رَسْمَ اَلشَّاعِرِ هَالَةً مِنْ شِرَاعِ سُفُنٍ غَارِقَةٍ عَلَى شَوَاطِئِ اَلْحُبِّ كـ . نَغْرَقُ فِي اَلصَّمْتِ اَلرَّهِيبِ ثُمَّ يَدْخُلُ بِالْأَبْيَاتِ فِي مِحْرَابِ اَلْحُبِّ بِتَأَدُّبِ اَلْمَعْنَى فِي حَضْرَةِ اَلْحُبِّ اَلْحَلَالِ اَلْمَرْغُوبِ ك بَرِيقُ سِحْرِكَ هَالَةَ حَسْنَاءَ . تُشْتَهَى رَغَبَاتُهَا اَلْعِشْقَ اَلْحَلَالَ خَرَجَتْ فِي مَوْكِبٍ مُنْتَشِيَةٍ رِدَاءَ اَلْحَيَاءِ اَلَّذِي بِصَفٍّ وَلَا يَكْشِفُ ثُمَّ دَخَلَتْ اَلْأَبْيَاتُ . فِي سَرْدٍ لُغَوِيٍّ رَفِيعٍ مِنْ اَلْحِسِّ اَلْعَاطِفِيِّ وَوَصَفَ مَرِيرٌ لِأَعْمَارِ اَلْمُحِبِّ وَسَطَ اَلرَّحِيلِ اِسْتِخْدَامَهُ لِكَلِمَةٍ قَاحِلَةٍ لِخُلُوِّهَا مِنْ اَلْحَبِيبِ ك أَعْمَارَنَا قَاحِلَةٌ بَدَّدَتْ اَللَّحَظَاتُ اَلْحَالِمَةُ .
دَمَّرَتْ كُلَّ أَمَلِنَا فِي اَللِّقَاءِ . ثُمَّ مُتَابِعًا فِي قَسْوَةِ عَذَابِ اَلْمُحِبِّ وَأَلَمِ اَلذِّكْرَيَاتِ اَلْقَابِعَةِ دَاخِلَ اَلرُّوحِ ك أَنْتَ اَلدَّوَاءُ اَلشَّافِي لِبَقَايَا اَلْجُرْحِ اَلَّذِي لَمْ تَنْدَمِلْ بَعْدُ فَمَعَ كُلّ ذِكْرَى جَمِيلَةٍ رَاحِلَةٍ تَتْرُكُ وَرَاءَهَا بُقْعَةُ جَرْحٍ لَا تَنْدَمِلُ إِلَّا بِالْحَبِيبِ نَفْسِهِ مَصْدَرَ اَلدَّاءِ فَهُوَ اَلدَّاءُ وَالدَّوَاءُ مَعًا . . ثُمَّ تَجُوبُ بِنَا اَلْأَبْيَاتُ حَوْلَ نَفْسِ اَلْمِحْرَابِ بِدُونِ مَلَلٍ فِي مَشَاهِدَ يَرْسُمُهَا بِالْقَلَمِ كَلَوْحَةٍ سَرْمَدِيَّةٍ لَا يَفْهَمُهَا إِلَّا اَلْعُشَّاقُ .
كـ اَلسِّنِينَ اَلْعِجَافَ تَشْتَاقُ لِسُنْبُلَاتِ اَلِاحْتِوَاءِ . اِحْتَاجَ هَجِيرُ اَلْأَنَانِيَّةِ أَحْلَامَنَا وَتَوَهَّجَتْ شُكُوكٌ وَظُنُونٌ بِأَنَّاتِ اَلنَّحِيبِ فِي تَبَارِيحْ اَلْمُغَيَّبَ يَرْسُمُ اَلشَّاعِرُ دُكْتُورَ خَالِدْ خُضَرِيَّ نُصُوصِهِ بِكُلِّ أَدَوَاتِ قَلَمِهِ اَلْمُتَمَكِّنَةَ . مِنْ اَلتَّعْبِيرِ عَنْ أَدَقِّ جَوْفِ اَلْوَجَعِ بِكَلِمَةِ تَبَارِيحْ أَيْ اَلْمِسَاحَةِ اَلْكَبِيرَةِ اَلَّتِي لَا حُدُودَ لَهَا مِنْ اَلْغِيَابِ . ثُمَّ بَرَاعَتِهِ فِي اِسْتِمَالَةِ اَلْقَارِئِ لِيَكُونَ جُزْءًا مِنْ بَطَلِ نَصِّهِ فِي اَلْقَصِيدَةِ لِتَبْقَى اَلذِّكْرَى لِأُنْثَى وَاحِدَةٍ فِي اَلذَّاكِرَةِ لِنُشَارِكِهُ اَلتَّجْرِبَةُ عَلَى اَلْوَرَقِ لَمْ يَتْرُكْ قَلَمُ اَلشَّاعِرِ مِنْطَقَةً عَاطِفِيَّةً لَدَى اَلْقَارِئِ وَإِلَّا طَرَقَهُ بِقَلَمِهِ . كـ عُصْفُورُكَ اَلْمُتَشَرِّدُ اَلْحَزِينُ . مَاتَ مُنْتَحِرًا خِينْ غَادَرَتْ وِنِيسَهْ عُشَّ اَلْأُلْفَةِ رَسْمَ اَلشَّاعِرِ بِقَلَمِهِ اَلرَّحِيلِ اَلْمُزْمَعِ بِكُلِّ مَافِيَّهْ مِنْ أَلَمِ حَتَّى يَغِيبَ اَلْمُحِبُّ اِنْطَلَقَ حُرًّا وَحِيدًا .
خَاصَمَ اَلْوَجْدُ فِي عَتَمَةِ اَلْأَوْهَامِ فِي كُلِّ بَيْتٍ نَجِدُهُ يَرْسُمُ نِهَايَةً جَدِيدَةً لِلْمُحِبِّ كَأَنَّهُ يَمُوتُ أَلْفَ مَرَّةٍ فِي غِيَابٍ مَحْبُوبٍ وَاحِدٍ خَالِدْ فِي اَلذَّاكِرَةِ .
مُبَارَكٌ لِلشَّاعِرِ اَلْكَبِيرِ د.خَالِدْ خُضَرِيَّ اَلدِّيوَانِ وَنَنْتَظِرُ مِنْهُ اَلْمَزِيدَ .