كتب | هانس فان مولين
أعلن الـ IPC، وهو جهاز مراقبة الأغذية التابع للأمم المتحدة، عن وقوع مجاعة من جديد في منطقتين من السودان، هما الفاشر وكادقلي. وتُعدّ هذه هي المرة الثانية خلال عام واحد التي يؤكد فيها هذا الجهاز وقوع مجاعة في البلاد.
وأشار التقرير إلى أن الوضع في المدينتين يشهد انهيارًا تامًا في سُبل المعيشة، مع انتشار الجوع، ووجود مستويات مرتفعة للغاية من سوء التغذية والوفيات. كما حذر من أن عشرين منطقة أخرى في إقليمي دارفور وكردفان تواجه خطر المجاعة، ومن المرجح أن تستقبل هذه المناطق أعدادًا كبيرة من النازحين السودانيين الهاربين من الجوع والعنف.
ويُعرّف الـIPC حالة المجاعة بأنها الوضع الذي يفتقر فيه ما لا يقل عن 20٪ من السُكان إلى إمكانية الحصول على الغذاء، ويعاني طفل واحد من كل ثلاثة أطفال من سوء تغذية حاد، بينما يموت يوميًا شخصان من كل 10 آلاف بسبب الجوع.
أما عن الوضع الميداني، فقد انسحب الجيش السوداني الأسبوع الماضي من مدينة الفاشر بعد حصار دام أكثر من خمسمائة يوم، لتصبح مُعظم مناطق دارفور تحت سيطرة قوات الدعم السريع (RSF)، وهي ميليشيا شبه عسكرية. وأدى هذا الحصار الطويل إلى عزل السُكان تمامًا عن المواد الغذائية والخدمات الأساسية لمدة تجاوزت عامًا ونصف العام، الأمر الذي أدى الى تفاقم مُعاناتهم إلى حدٍّ مأساوي.
وأوضح الـIPC أن نتائجه مبنية على بيانات تم جمعها في شهر سبتمبر الماضي، مع الأخذ في الاعتبار التطورات الأخيرة، مؤكدًا أن سقوط الفاشر في يد قوات الدعم السريع أدى إلى حدوث مُعاناة إنسانية هائلة، ونزوح جديد نحو تويلا والمناطق المجاورة، مما زاد من حجم الاحتياجات الإنسانية داخل المدينة وحولها.
إنها صورة قاتمة للوضع الإنساني في السودان، حيث تتشابك المجاعة مع الحرب والنزوح لتكوّن أزمة مُعقدة تطال كل تفاصيل الحياة اليومية للسُكان، وتُبرز مرة أخرى هشاشة الأمن الغذائي في بلد أنهكته الصراعات.
			        	
			        