كتب : أمير نصيف
تتكرر كثيرًا كلمات ” أصلها من اللغة الانجليزية أو لغات أخرى غير العربية ” على ألسنة الناس في الشارع العربي، واحدو من هذه الكلمات هى ” التوكسيك ” . فما هو المقصود بها ؟.
في العلاقات الإنسانية، سواء كانت شخصية أو مهنية، تظهر نماذج مُتعددة من الشخصيات. من أكثرها تأثيرًا سلبيًا ما يُعرف بـ”الشخص التوكسيك” أو “الشخص السام”، وهو الشخص الذي يترك في مُحيطه أثرًا نفسيًا مؤذيًا يمتد ليؤثر على راحة الآخرين وقد يؤثر أيضًا على سُمعة جماعة بعينها .
فمن هو الشخص التوكسيك؟
الشخص التوكسيك هو الذي ينشر السلبية باستمرار، ويُشعر الآخرين بالذنب أو القلق أو النقص، ويميل إلى التلاعب العاطفي، والسيطرة، والنقد اللاذع، والتقليل من قيمة من حوله. قد لا يكون دائمًا عدائيًا بشكل مُباشر، بل يمكن أن يكون خبيثًا ويمارس إيذاءه بطرق ملتوية.
السمات الأساسية للشخص التوكسيك:
- التمحور حول الذات: يرى نفسه مركز العالم، ويعتقد أن آراءه وتجربته أسمى من الآخرين.
- التقليل من الآخرين: يسخر، يستخف، أو ينتقد باستمرار دون مبرر بنّاء.
- اللعب بدور الضحية: يتهرب من المسؤولية ويلقي اللوم على الآخرين باستمرار.
- زرع الشعور بالذنب: يستخدم التلاعب العاطفي لإجبار الآخرين على التصرف بطريقة معينة.
- نشر الطاقة السلبية: يشتكي دومًا، ويركّز على السلبيات، ويخنق الإيجابية.
لماذا يصبح الشخص توكسيكيًا؟
قد تكون السُمية نتيجة تراكمات نفسية غير معالجة، مثل تجارب الطفولة القاسية، أو الشعور بالنقص، أو الرغبة في السيطرة لتعويض ضعف داخلي. أحيانًا، تكون السمية نمطًا مكتسبًا من بيئة أسرية أو مُجتمعية مشوهة.
الأثر الاجتماعي والنفسي:
وجود شخص توكسيك في محيط الفرد قد يؤدي إلى :
تدهور الثقة بالنفس.
القلق والتوتر المستمر.
اضطراب في العلاقات الاجتماعية.
أحيانًا الاكتئاب أو العُزلة.
كيف نتعامل مع الشخص التوكسيك؟
- الوعي: أول خطوة هي إدراك وجود هذا النمط السام.
- الحدود: وضع حدود واضحة في التعامل وعدم السماح له بتجاوزها.
- عدم الانخراط في لعبته: تجنّب الدخول في حوارات عبثية أو دفاع مستمر عن النفس.
- الابتعاد عند الضرورة: إذا كان التغيير غير ممكن، فالابتعاد عنه هو الخيار الأكثر صحة.
خلاصة
الشخص التوكسيك ليس مُجرد شخص صعب، بل هو مصدر تهديد للصحة النفسية والروحية للآخرين. التعاطف معه لا يُعني تحمّل أذاه، بل يتطلب وعيًا، وحزمًا، وقدرة على حماية الذات. في عالم مُعقد مليء بالتحديات، من حق كل إنسان أن يختار من يُحيط به ومن يمنحه طاقته الإيجابية.