القائمة

مصر ترفض أن تكون وطنًا بديلًا… والعرب يصطفّون خلف واشنطن!

غرفة الأخبار 7 ساعات مضت 0 1.5 ألف


بقلم الإعلامية دكتوره: ماجدة عبد العال
في وقتٍ وقفت فيه مصر وحدها تذود عن ثوابتها الوطنية، وترفض المساومة على أرضها وقرارها، جاء المشهد العربي باهتًا، باردًا، وربما مخيبًا للآمال أكثر من أي وقت مضى.

فبينما كان يُفترض أن تكون العواصم العربية سندًا للموقف المصري في وجه الضغوط الدولية، فوجئ المتابعون بأن بعض الأنظمة هرولت نحو الاصطفاف خلف الرؤية الأمريكية، بل وشاركت في الضغط غير المباشر على القاهرة لقبول “الحلول المؤقتة” التي تعني، في جوهرها، تفريغ فلسطين من أهلها.

الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أعلنها صريحة: “لا لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء”، لم يكن يتحدث باسم مصر فقط، بل باسم الضمير العربي كله. لكن يبدو أن هذا الضمير قد تعطّل لدى البعض، أو صار مرهونًا بحسابات صفقات السلاح، واستقرار الكراسي، وضمانات واشنطن.
مصر رفضت منذ اللحظة الأولى أن تكون ساحة بديلة، أو ممراً لحلول لا تليق بتاريخها وموقعها ودورها. في المقابل، كانت هناك دول عربية تروّج لمبادرات تبدو إنسانية في ظاهرها، لكنها تحمل في طياتها تواطؤًا مريبًا مع المشروع الإسرائيلي-الأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية. دولٌ اختارت أن تحمي حدودها بالصمت، أو بالحسابات السياسية الباردة، فيما اختارت مصر أن تواجه العاصفة، وتحمل على كتفيها عبء الموقف الصحيح.
والأخطر من التخاذل، هو محاولات بعض الأبواق الإعلامية العربية تحميل مصر مسؤولية التعطيل أو العرقلة، في محاولة مكشوفة لتبرئة إسرائيل من جرائمها، وتجميل صورة الغرب في أعين شعوبهم. وكأن مصر هي من قصف غزة، أو أغلق المعابر، أو قتل الأطفال!
لقد تحوّل المشهد من اختبار لمواقف الدول، إلى فرز حقيقي: من الذي ما زال يؤمن بفلسطين كقضية مركزية، ومن الذي بات يرى فيها عبئًا سياسيًا يريد التخلص منه بأسرع ما يمكن.

اليوم، تدفع مصر ثمن ثباتها. لكنها، على خلاف كثيرين، لم تفرّط، ولم تساوم، ولم تضعف. وقفت صامدة في وجه العاصفة، تحمي سيناء من سيناريو التوطين، وتحمي فلسطين من خطر التذويب داخل مشروع الشرق الأوسط الجديد.
لقد خذلها بعض الأشقاء، لكن مصر لا تنتظر تصفيقًا… فقط تنتصر لما تؤمن به.

Magy-news@hotmail.com

كتب بواسطة

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

اترك تعليق

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *