رسالة للإدارة السياسية المصرية
كتب | سعيد السُبكي
أولًا: تعريف المشكلة (Problem Statement)
تشهد الساحة الأكاديمية والثقافية والإعلامية الغربية، خلال العقدين الأخيرين، تصاعُدًا مُنظمًا لخطاب أفروسينتري مُتطرف يسعى إلى إعادة تعريف الحضارة المصرية القديمة خارج سياقها التاريخي والعلمي، عبر: محاولات نزع الهوية المصرية التاريخية عن الحضارة الفرعونية الأصلية.
بهدف إعادة نسبتها عرقيًا وثقافيًا إلى إطار إفريقي أسود معاصر.
تقديم مصر، ضمنيًا أو صراحة، كطرف “مغتصب” أو “مُزيّف” لتاريخ ليس لها.
هذا الخطاب لم يعد هامشيًا، بل بدأ في التسلُل إلى المتاحف، المناهج غير الرسمية، الخطاب الحقوقي، والإعلام الرقمي في أوروبا وأمريكا الشمالية.
ثانيًا: الخلفية الفكرية – من البحث إلى الأيديولوجيا

الأفروسينتريزم الأكاديمي (غير الإشكالي) يمثله باحثون سعوا إلى:
نقد المركزية الأوروبية.
إبراز إسهامات إفريقيا جنوب الصحراء.
هذا التيار لا يشكل خطرًا على مصر.

الأفروسينتريزم الأيديولوجي (موضع الخطر) يمثله مفكرون وناشطون مثل: Molefi Kete Asante Cheikh Anta Diop (تُستدعى أطروحاته انتقائيًا) دوائر إعلامية مرتبطة بحركات الهوية السوداء في الولايات المتحدة وبريطانيا. خصائصه: إسقاط مفاهيم “العرق” الحديثة على عصور قديمة. تجاهل التعدد الجيني والثقافي لمصر القديمة. استخدام لغة أخلاقية اتهامية بدل لغة علمية.
ثالثًا: آليات التنفيذ (كيف يعمل المُخطط؟)

المسار الأكاديمي الموازي أبحاث غير محكّمة. نشر في دوريات ثقافية لا علمية. استبعاد متخصصي المصريات (Egyptology).

المسار المتحفي–الثقافي معارض في: هولندا بريطانيا كندا إعادة تأويل القطع المصرية ضمن سرد “التاريخ الأسود”. ملحوظة مهمة: هذه المعارض لا تعلن عداءها لمصر، لكنها تُنتج وعيًا بديلاً طويل الأمد.

المسار الإعلامي الرقمي محتوى تيك توك ويوتيوب. تبسيط مخل. شيطنة أي اعتراض علمي باعتباره “عنصرية”.
رابعًا: المخاطر الاستراتيجية على الدولة المصرية

خطر على شرعية التاريخ إذا ترسخت سردية أن: “مصر لم تكن صاحبة حضارتها” فهذا: يضعف الموقف المصري في النقاشات الدولية. يفتح باب التشكيك في الملكية الرمزية.

خطر على القوة الناعمة السياحة الثقافية. المتاحف. البرامج التعليمية الدولية.

خطر على الدور الإفريقي يُعاد تقديم مصر كـ: دولة “منفصلة عن إفريقيا”. أو “مستفيدة من تاريخ غيرها”.

خطر تراكمي قانوني–سياسي الخطاب الثقافي اليوم

قد يتحول غدًا إلى

مطالب أخلاقية

ثم ضغوط سياسية.
خامسًا: مسؤولية الصمت
يرصد هذا التقدير: غياب وحدة مختصة بـ الدفاع عن السردية الحضارية. ضعف النشر العلمي المصري باللغات الأجنبية. ترك الساحة للآخرين لتفسير تاريخ مصر نيابة عنها. الصمت هنا ليس حيادًا، بل فراغًا يُملأ.
سادسًا: توصيات عملية (Actionable Recommendations)

إنشاء وحدة سيادية للسرد الحضاري تضم: آثار أنثروبولوجيا علاقات دولية إعلام خارجي

إنتاج معرفة مضادة (لا دعائية) دعم علماء مصريات مصريين وأجانب. نشر أبحاث محكّمة بالإنجليزية والفرنسية.

التدخل المتحفي الذكي شراكات رسمية مع متاحف كبرى. اعتراض علمي مكتوب لا سياسي.

استراتيجية إعلام خارجي وثائقيات قصيرة. محتوى رقمي علمي مبسط. مخاطبة الشباب الغربي بلغته.
سابعًا: الخلاصة التنفيذية (Executive Summary)
مصر تواجه محاولة إعادة تعريف هويتها الحضارية. الخطر ليس في النقاش، بل في احتكار السرد. الرد لا يكون بالإنكار أو الغضب، بل: بالعلم، والمؤسسة، والحضور الدولي المنظم.
ملاحق (للاستخدام المؤسسي)
* أسماء ومدارس فكرية يجب رصدها Molefi Kete Asante Cheikh Anta Diop (الاستخدام الأيديولوجي لأطروحاته) دوائر Afro-Futurism الثقافية *
مجالات يجب مُراقبتها
المعارض المُتحفية
المناهج غير الرسمية
منصات الفيديو القصير
