درسنا في الصفوف الاولي من التعليم الأساسي درسا يدعى ” الحرية المنفلوطي وهو للأديب مصطفي لطفي المنفلوطي من الكتاب الذين اشتهروا بالادب الرفيع الفطري لبساطة اللغة وعمق المعني واذ به يسترسل في هذا الدرس بشكل جعل طفلة لم تتجاوز التسع سنوات تنصت له لمُعلمتها ولا تود أن يقاطعها أحد حتي تعرف اكثر ممن اردفه كتابُها المدرسي ولكن الخيال يبقي خصبا حين ينسج ما لم يطالعه في أرض الواقع
روى المنفلوطي حكايتة التي اثرتني وأثرت في قصة” هرة ” استيقظ على صوتها وهي تموء بجواره ،فقال في نفسه ربما جائعة أو ظمأه فاحضر لها طعاما وارشدها إلى الماء ولكنها ما زالت تموء!
ثم ترقبها تنظر إلي الباب فعلم مقصدها إنها تريد الخروج بل وأكثر تريد “حريتها” وأخذ يترقبها وهي تنظر للسماء ورحابة الطريق فرحة لنيلها مقصدها .
– الحرية متنفس يرغبه الجميع وليس مقتصرا على الإنسان وحسب ولكن الإنسان هو أكثر المخلوقات الذي لم يعرف الكثير من بنيه كيف يستخدمها دون تهويل أو تهوين ومتي سيتطلب الأمر أن يحجمها حتي لا تدرجه من الساقطين..
عرفت هرة المنفلوطي مقصدها وانطلقت ولكنها لم تذهب لتريق الدماء أو تشهدها زورا أو تسرق مال يتيم ولا حتي ترابي سحتا..
ذهب فقط كي تتأمل ملكوت خالقها وإن شعرت بالجوع فسيكفيها قوت يسده له لا رصيدا تترقبه يكبر ببنوك الحياة لتدعه للوارثين.
ما أن تحضرني تلك الرواية فأتخيل نفسي تلك القطة واموء باحثة عن بعض الومضات التي قد تسعدني.