كتب : سعيد السبكي
في بداية معرفتي بها في العاصمة الهولندية أمستردام منذ حوالي 8 سنوات لاحظت أنها تبذل جهدًا كبيرًا في تقديم خِدْمَات اجتماعية كثيرة لأبناء جلدتها . . تقود سيارتها هنا وهناك تحمل فيها ما لذ وطاب من مُشتريات مأكولات ومشروبات ” لزوم حفلات التجمعات ” توفرها بأسعار مُخفضة بفضل علاقاتها الطيبة . .
كُنت أراها في كثير من الأحوال مُتعبة من بذل الجهود الكبيرة ما بين التوفيق في عملها وخدمة الناس . . أشفقت عليها وقلت لها ذات مرة : أسماء أشعر بأن البعض لا أقول ” يستغل ” ولكنهم يستثمروا ترحيبك بتقديم الخدمات التطوعية الاجتماعية، وألاحظ بأنك تتحاملي على نفسك كثيرًا ، حتى أنك تنفقي من جيبك الخاص وتقودي سيارتك يسارًا ويمينًا . . لماذا تفعلي كل هذا؟ ! قالت لي : أستاذ سعيد أعرف أنه ربما يستغل البعض ذلك لكني أتعامل مع ضميري واشعر براحه في خدمة الناس دون مُقابل .
مر بعض الوقت لأكثر من اشهر أو ربما تكون سنه كامله ، وبعد ذلك علمت ان احد الأشخاص لديه ” جمعيه اهليه خامله منذ سنوات ” لا تقوم بأي أنشطة وعرض على السيده ” أسماء منصور ” ان تتسلم هي إدارتها وتقوم بإعادة تنشيطها ، فقبلت العرض وبدأت بالفعل فى اقامة عدد من الأنشطة ، ولأسباب معقولة ومنطقية ورُبما قانونية أيضًا أرادت أن تستقل بتأسيس مؤسسة أهلية من البداية ولا ترث أى ماضي لتلك المؤسسة يلتصق بها أي إن كان ، وقامت بتأسيس جمعيه سوا .
أول نجاح لها كان هو شخصية أسماء منصور التى اتسمت بالإستماع الجيد لنصائح عدد قليل من الأصدقاء المُقربين وأفسحت صدرها للتفكير فيما يُقال لها ، الأمر الذي أتاح لها بفضل عقلانيتها اتخاذ قرارات لإدارة مؤسسة سوا بتميز جعلها تتنفرد وتتنوع وتختلف عن كثير من الجمعيات الأهلية المصرية فى هولندا.
أسماء منصور هي سيده مصريه ابنة القرية الحقيقية تشعر معها أنها أخت من الزمن الجميل فعلًا . . مصرية النخاع لديها حس تلقائي بكيفية سٌبل النجاح مُستفيدة بتجارب مؤسسات أخرى ، وبذلك أصبحت مؤسسة سوا مختلفة عن باقي الجمعيات الأهلية ، فلم تستنسخ ما يقوموا به من أنشطة ، حيث أضافت الكثير.

فلم تقتصر أنشطة جمعية سوا على إقامه الاحتفالات أو أعمال مُتكررة لتقديم المأكولات، ولكنها استضافت الخبراء في : العلوم النفسية، تكنولوجيا المعلومات، الثقافة العامة، الأدب العربي، الطب، الكتابة ، الإعلام ، القصة، التجميل، الغناء، الموسيقى، اللغة الهولندية، رعاية المُسنين، الزراعة . . وغير ذلك الكثير .
كما أفسحت المجال لمن لهم هوايات ما أو موهبه سواء الغناء أو موسيقى وغير ذلك، ولم تقتصر أنشطتها على تقديم الخِدْمَات الاجتماعية وعمل الأنشطة للهولنديين من أصول مصريه فقط، ولكنها أفسحت المجال لكل مُتحدثي العربية سواء سوريين ومغاربه أو جنسيات عربيه أخرى .
كما أنها بحنكتها ضمت في مجلس الإدارة سيدات : سوريه الأصل وجزائريه وأردنية فكان هذا التنوع بمثابه جامعه عربيه، والأمر الواجب ذكره أيضًا أن ” أسماء منصور ” بمجلس إدارة كلهم من النساء استطاعوا خلال سنوات ان يقدموا انشطه اجتماعيه في مجالات ثقافية متنوعة، وهذا جعل جمعيه سوا متميزه فعلا ، ولا يفوتني قول ان حنكهة ” أسماء منصور ” جعلها تتلاشي كثير من الصدامات .
وجمعية سوا حقيقة حياديه أفسحت المجال للجميع حتى من لهم خلافات مع بعضهم البعض كانت وما تزال تفتح الابواب لهم دائمًا .
أسماء منصور هي قصه نجاح لسيده مصريه يجب ان يُحتذى بها فى تقديم الخدمات التطوعية.
اردت اكتب هذا الكلام لان هذا حقها علينا جميعًا، وقد تابعت من القاهرة خلال شهر رمضان نشاطها على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وكيف أن كثير من الأشخاص من أصول عربيه وغيرهم في موائد إفطار جماعيه واجتماعات ترفيهيه، تحيه لها ولكل أعضاء مجلس الإدارة وبالتوفيق نتمنى لهم جميعا أن يستمروا في النجاح الدائم .
لمزيد من المعلومات :