بقلم | د. عبدالله الكعيد
ماذا يهم عامة الناس من تلك الحكاية السخيفة؟ أقصد ذلك الصراع بين شخصين يُشكّ في تمام قدراتهما العقلية، أحدهما يملك قوّة السلطة والثاني يملك وفرة المال ومنصة(x)، أعني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير ايلون ماسك؟ لماذا يُفرض عليهم (أي الناس) متابعة ذلك المسلسل السخيف متتالي الأحداث والذي أشك بأنه أمر قد دُبّر بليلٍ أي حكاية مرسومة السيناريو والحوار لخدمة الطرفين أو قد يكون هدفها صرف الانتباه عن قضايا أهم.
أتفق المتصارعان (أصدقاء الأمس) أم لم يتفقا هل هذا سيُنقذ أهل غزة؟ هل سيوقف الحرب المستعرة بين جنرالات الحرب في السودان والتي ذهب ضحيتها شعب طيب مسالم؟ هل ستُنبت الزرع وتُدر الضرع كي تسد أفواه الجياع وخصوصا الأطفال منهم الذين يموتون بالآلاف كل يوم؟ هل ستردع صُنّاع الشر عن شرورهم وتبسط ملاءة السلام على امتداد هذا الكوكب المنكوب بأطماع القوى العظمى؟
حينما كان اسفل شاشات القنوات الإخبارية يتلون بالأحمر وتتصدر مفردة (عاجل) كان المشاهدون يركزون على (Braking News) حيث المعتاد أن يكون خبراً هاماً له تأثيراته عالمياً على السلم وفي أسواء الأحوال إعلان حرب تصل تأثيراتها المُدمرة بقية دول العالم. لكن الذي يحدث أمر محبط بالفعل إذ يتصدر تلك الأخبار أن ترامب صرّح بأنه لن يُعقّب على اتهام ايلون ماسك حول علاقته (أي ترامب) بقضيّة رجل الأعمال الأمريكي الملياردير جيفري إبستين (المُنتحر) والمتهم بإدارة شبكة للدعارة في جزيرة كان يملكها تُمارس فيها جرائم تقشعر لها الأبدان ضد فتيات قاصرات من قبل شخصيات لها وزنها السياسي العالمي وبعض كبار مشاهير الفن والسينما.
يرد السخيف الثاني ماسك في منصته! أنه بصدد إنشاء حزب جديد لا جمهوري ولا ديموقراطي وسيتجرع كلا الحزبان المهيمنان خسائر مُهينة في الانتخابات الأمريكية الرئاسية القادمة.
المتلقون للأخبار باتوا يُدركون جيداً ألاعيب تلك الرسائل الاتصالية ليس هذا فحسب، بل وتوجهات ذلك الإعلام المُسيّس، لهذا لا أظن بأن تلك اللعبة السخيفة حتى وإن كانت حقيقية قد تصرف اهتمام الناس عمّا يجري من مآسي عالمية سببها قاطن البيت الأبيض وزواره من المتآمرين على أمن وسلام العالم. هل التنديد يكفي؟ قطعاً لا لكنه أضعف الإيمان. دعونا نقول لهم من هذا المنبر: كفى فلعبتكم أصبحت سخيفة.