تايم نيوز أوروبا بالعربي | القاهرة
كلمات الوفاء بمشاعرها الطبيعية الحقيقية لا تموت ، تظل جذورها ثابتة ، فقد تهب عليها رياح المشاغل وربما النسيان الوقتي بسبب طاحونة الحياة ، لكنها تظل باقية محفورة فى الذاكرة.
كتب الزميل طارق يوسف يقول :
لم أتصور يوما منذ ما يقرب من ١٥ عاما ، أن أطلب الرقم الخاص به والذي احفظه عن ظهر قلب ويرد على أحدا غيره ، كان دائم الحضور عندما يرد على الهاتف وكانت كلمة أهلا يا صديقى يا ابوطارق بضحكة معهوده تعودت عليها .
ولكن اليوم لم أسمع سوى رسالة مقتضبه مليئه بالدموع ، جاءت على لسان زوج شقيقته ياسر الحذيفى قائلا البقاء لله مصطفى ابوحلوه توفى إلى رحمة الله تعالى ، تلعثم لسانى وسالت دموعي وتحشرج صوتي من البكاء المُفاجىء ، التف حولى أبناءي وزوجتي عندما سمعوا صوت نحيبى من ..من ..؟
قلت صديق عمري مصطفى ابوحلوه وإذا بجميع أهل منزلى يشاركوننى البكاء والحزن ، لانه يعرفهم ويعرفونه . وجميعهم اجتمعوا على كلمة واحده كان بشوشا مبتسم صاحب خلق رفيع ..حاولت استجمع نفسي مره اخرى بعد أن انتهت المكالمه دون معرفة أية تفاصيل ، وقمت بالاتصال بزوج شقيقته مره اخرى …ما الذى حدث ومتى توفى وأين الدفن …فاجابنى بان الفقيد أصيب باغماءة يوم العيد وتوجهوا به إلى عدة مستشفيات أكد البعض أنها غيبوبة سكر ، رغم أنه لم يكن يوما من الايام مريض سكرى ، واختتم الأمر بنقله إلى مستشفى قصر العينى ليؤكدوا أنه مصاب بفشل كلوى ثم لفظ أنفاسه فى الحادية عشره ليلا ، فقلت له لاحول ولاقوة الا بالله واين انتم الآن حتى الحق بكم والقى النظره الاخيره على جثمان صديق عمرى …..فقال لقد تم دفنه فى مقابر العائله بالدقهليه فجر اليوم والآن نحن عائدون من جنازته
صرخت قائلا ..ياااااه الا تدع أصدقائه وزملائه يمشىون فىجنازته الا تدعونا نوارى التراب على جثمانه معكم وندعوا له على شفير قبره
انهى الرجل حديثه قائلا …كل شىء كان سهلا ..وفاته جاءت خلال ساعات ولم يسبق الوفاه مرض يتعب فيه من حوله وحتى جنازته جاءت كالطيف كما كان صاحبها وهنا تداعت إلى ذهنى ذكريات ١٥ عاما قضيناها سويا زملاء فى قسم متاعب الناس ، واشهد الله اننى لم أرى ولم اسمع منه شيئا يغضبني أو يغضب أحد من زملائه ، أو المترددين على القسم من كبار السن والمرضى وأصحاب الحاجه ، وكنت اسمع دعواتهم له لأنه كان حريصا على التواصل معهم على هاتفه وبلاغهم بأية ردود اولا بأول.
…اتصل بى الاستاذ وجدى زين الدين رئيس التحرير ليقدم لى العزاء ولم استطع اكمال المكالمة من البكاء فوجدته يشاركنى نفس البكاء ليصفه لى بأنه كان كالطيف لم نرى منه مايغضب أحد ورحل دون أن يتعب أحد ، والمفاجأة أننا لم نرى له صوره حتى الآن سوى صوره بشؤون العاملين ولم يكن له حساب على الفيس او الواتس أو مشاركا فى أية جروبات مع الزملاء .
وكان رحمه الله يجلس فى مكتبه لا يتحدث الا إذا تحدثت معه ، وكان يذهب الى الصلاه فور سماع الاذان ، وأقسم لى فى بعض أحاديثه معى أنه لم يشتم أحدا أو يدعو على أحد طوال حياته ولم يرد شتمه أو سباب لأحد طوال حياته ، وكان متسامحا لابعد الحدود
وكان صاحب ابتسامه مع جميع الزملاء ، وكان حييا رحمه الله يغض بصره كلما تحدثت معه إحدى زميلاته …رحم الله صديقى الاستاذ مصطفى ابوحلوه وعوضنا عن فقده خيرا واسكنه اللهم فسيح جناتك وارزق اهله واصدقائه الصبر والسلوان ..
وداعا ياصديقى صاحب مقولة اشوف وشك بخير يا ابوطارق
الفيس يذكرنا بمقالي عن صديقي الراحل مصطفى ابوحلوه