كتبت | عبير نعيم
أن يُكتب أديب قصة قصيرة ويبحر في أحداث تأخذ القراء في رحابها من سطورها الأولى، وأن يملك القُدرة على توصيل عدة أفكار سواء من نبت خياله أو إستحضار واقع ما يمزجه بحبكة روائية تجذب القراء والنقاد في آن واحد فهذا ليس بالأمر الهين صياغته في مساحة محدودة لعدد كلمات لم تتجاوز الـ 900 كلمة . . هكذا فعل الكاتب الأديب أ.سعيد السُبكي في ” شقراء في نفق المترو “ تلك القصة القصيرة التي فازت مؤخرًا بالمركز الثالث بتصويت الجمهور في مجموعات الدور الأول من مُسابقة القصة القصيرة للمُنتدى الإعلامي الثقافي العربي لعام 2023 .
أخذنا الكاتب في رحلة من داخل محطة مترو الأنفاق بمدينة روتردام الهولندية يُحدثنا عن حارس أمن يلجأ خلال عمله للعب على هاتفه ” الموبايل ” مُعترفًا بهزيمته أمام التكنولوجية العصرية، وينتقل بنا الى حالة ضعف يمر بها الانسان في وقت متأخر من الليل لتصلنا فكرة واقعية بأهمية وضرورة النوم بالليل – تلك الفطرة التي ولد بها الانسان – مرورًا بتكهنات فلكية تذكرنا بما نشهده خلال السنوات الأخيرة من ظهور شخصيات دخلت من أبواب التنبؤات عن الحروب والزلازل والفيضانات الى عالم الشهرة في وسائل الإعلام.
وينتقل الكاتب الى عالم لا نعرف حتى الآن هل هو من دُنيا الخيال أم واقع؟ . . حيث أن ” ديرك ” بطل روايته لم يُفصح لنا عن الحقيقة وكذلك الكاتب الذي وضعنا في حيرة وبعض من الألغاز المُثيرة التي ننتظر حلول لها أو هكذا نتمني حدوثه فى حلقات مُقبلة لـ شقراء في نفق المترو، فتلك الشقراء لا ندري هل هي شخصية حقيقية أم ضرب من خيال الكاتب وربما وهم لبطل روايته.