كتب | د. عبد الله إبراهيم الكعيد
في “استطلاع” أجرته مؤسسة “أصداء بيرسون-مارستيلر” لقياس رأي 3500 شاب وشابة من 16 بلدٍ عربيّ نشرته صحيفة الحياة اللندنية في أبريل 2016 تحت عنوان (هل تنازل الشباب العربي عن مطلب “الديموقراطية” مقابل الاستقرار؟) اتضح من تحليل الإجابات أن الشباب العربي بات يولي أهمية أكبر للاستقرار على حساب الديموقراطية وتراجع مطلبهم لتحقيق الديموقراطية والحريات السياسية بعد ما سُمي بــ”الربيع العربي” خصوصاً وهم يلمسون تدهور الأوضاع في بلدانهم.
بهذا الصدد كنت أسأل في مختلف المناسبات وعقب كل حدث سياسي هام: أيهما يسبق الآخر رغيف الخبز أم الديموقراطية؟
هذه المرة أحلت السؤال للذكاء الاصطناعي الذي اثنى على تساؤلي وأجاب بأن رغيف الخبز يسبق الديموقراطية من الناحية التاريخية والاجتماعية لماذا؟
لان الحاجة الاساسيّة أولاً، والخبز كما هو معروف يمثل الغذاء الأساسي للبقاء وحسب ادارة الأولويات لدى (ستيفن كوفي) فإن الأهم أولا، لاحظوا بأنه لم يقل المهم أولاً. الديموقراطية مهمّة لكن رغيف الخبز أكثر أهمية للبشر. أعود للذكاء الاصطناعي وبالذات منصّة (DeepSeek) حيث يسرد التطور التاريخي للبشرية وان الانسان عرف الزراعة وصناعة الخبز منذ آلاف السنين بينما الديموقراطية بمفهومها الحديث لم تظهر الا بعد تلبية الحاجات الاساسيّة وتطور المجتمعات.
كلامي هذا وايضا ما أورده الذكاء الاصطناعي لا يعني قبول الذل من أجل الحصول على رغيف الخبز ابداً فصيانة كرامة الانسان جزء لا يتجزأ من حقوقه الأساسية وتحقيق العدالة في الحصول على الموارد الأساسية لحياة الفرد قد يكون ضرورة لضمان حصول الجميع دون تمييز على رغيف الخبز.
صفوة القول: للكونتيس بليسنغتون (1839) مقولة شهيرة مفادها أن الطغيان يُخضع الأمة إلى طاغٍ واحد والديموقراطية تُخضعها إلى عدة طغاة، وربما هذا هو المفهوم الذي أفاق عليه الشباب العربي في عصرنا الحالي.