القائمة

رحلاتي الدبلوماسية في العالم العربي والإسلامي | من ذاكرة صراعات الشرق الأوسط “1”

غرفة الأخبار شهر واحد مضت 0 1.5 ألف

يروي ” نيقولاس فان دام ” فى كتاب ( رحلاتي الدبلوماسية في العالم العربي والإسلامي ) جوانب مهمة من خبرته الدبلوماسية التي جمعت تجربة حياته العملية الأكاديمية والدبلوماسية في بلدان عربية وإسلامية ، ورصد بعض من التحديات السياسية موضحًا أن الدراية بثقافات ولُغات الدول التي عمل وعاش فيها لعبت دورًا فى إحرازه نجاح ملحوظ.

تضمن الكتاب 13 فصلًا إضافة لمُقدمة وافية وخاتمة بعدد صفحات 243 من إصدار مكتبة مدبولي بالعاصمة المصرية القاهرة، جاءت عل النحو التالي:

مكتب الشرق الأوسط لبنان – الأردن، والضفة الغربية – في ليبيا تحت حكم القذافي – نائب رئيس إدارة أفريقيا والشرق الأوسط – في عراق صدام حسين – في مصر خلال عهد حسني مبارك – تركيا بين العلمانية والإسلامية – ألمانيا من بون إلى برلين – .إندونيسيا: ماض «مشترك» أم «مفروض»؟- .من سابانج إلى ميراوكه – سوريا: الاحتكاك بين الديمقراطية والسياسة الواقعية (الرياليوليتيك) – أمين سر بعثة أوروبا للشرق الأوسط – العناصر الأساسية للصراع العربي الإسرائيلي.

وجدت من الصواب من وجهة نظري الشخصية ألا أقوم بشرح أو توضيح ما جاء فى كتاب ” رحلاتي الدبلوماسية في العالم العربي والإسلامي ” ونظرًا لما يحتويه الكتاب من نصوص هي الأجدى بنشرها في حلقات مُتتالية تتحدث عن نفسها كما هي حتى يستفيد القُراء بمُختلف أهدافهم دون التأثير عليهم بأي صورة من الصور.

لم يخطر ببالي يوما أنني قد أرغب في العمل في وزارة الخارجية الهولندية. كنت أطمح بعد إتمام دراستي الجامعية إلى مواصلة مساري في المجال الأكاديمي، حيث كانت تلك الساحة التي وجدت فيها شغفي الأكبر، مع اهتمام خاص بتطورات العالم العربي. ولكن الواقع سار على نحو مختلف تماما عما تخيلته بعد أن أجريت بحثا في الشرق الأوسط بين عامي ۱۹۷۳ و ۱۹۷۵ لأطروحتي عن سوريا، عدت إلى هولندا بحثا عن وظيفة في جامعة أمستردام. كنت أتمنى الانضمام إلى معهد الشرق الأدنى الحديث، لكن لم تكن هناك أي وظائف شاغرة في ذلك الوقت.

وفي النهاية، لم أجد ذلك سيئًا، بل على العكس، فقد قادني ذلك إلى مسار مُختلف تمامًا، والذي تبين أنه أفضل بكثير بالنسبة لي، وهو العمل في وزارة الخارجية الهولندية.

وقد تكرر هذا الأمر معي لاحقًا في عدة مناسبات، حيث لم أحصل على ما كنت أرغب فيه في حينه، ولكن كانت النتيجة أنني وجدت نفسي في أماكن أفضل مما كنت أتوقعه في البداية.

لقد قضيت وقتا رائعًا في الوزارة، مليئًا بالتجارب الغنية والمثيرة. كنت محظوظا بالعيش والعمل في العديد من الدول التي كانت تثير اهتمامي الكبير، وفي الوقت ذاته تمكنت من مواصلة اهتماماتي الأكاديمية. كان ذلك مزيجا رائعا: العمل في الدول التي أكن لها اهتمامًا عميقا، جنبا إلى جنب مع العمل الأكاديمي الذي ساعدني في تطوير فهم أعمق للغات والثقافات والتاريخ المرتبطة بها. كان هذا المزيج بين العلم والخبرة العملية، أو الربط بين العلم والدبلوماسية، إضافة ثمينة لعملي الدبلوماسي. وهذا يختلف تماما عن ممارسة البحث الأكاديمي في غرفة دراسة أو مكتبة دون الانخراط في عمل ميداني، إذ كانت مهمتي في الوزارة تشبه في كثير من الأحيان العمل الميداني.

لا يعني هذا أن نتائج البحث العلمي العميق تؤثر بالضرورة على السياسات. فالتجربة تظهر أن الوزير قد تكون لديه اعتبارات تختلف عن تلك التي يقدمها البحث العلمي. بالنسبة لي، كان الجمع بين العلم والدبلوماسية أمرًا شخصيا أكثر منه وسيلة للتأثير في السياسة. فالمقولة المنسوبة إلى فرانسيس بيكون المعرفة قوة لا تنطبق بالضرورة في مجال السياسة.

.

كتب بواسطة

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

اترك تعليق

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *