كتب | رئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي – سعيد السُبكي
تحريض على الكراهية . . تسامُح مع العُنف . . تشويه سُمعة التيار الديمقراطي . . يُعلن عن نفسه برسالة تقول : أنا الرجل القوي قادم لإنقاذكم . ” فالرجال الأقوياء”، من الأيطالي ” سيلفيو بيرلسكوني ” إلى الأمريكي ” دونالد ترامب ” يتبعون قواعد سياسية سيكولوجية مُجربة ومُختبرة من أجل الاستيلاء على السُلطة والاحتفاظ بها.
يبدو حقيقة أن العالم الآن أمام رجل قوي كاريزمي لا تُخطئ معالم وتحليل شخصيته بأنه شديد الذكورة ومُتلاعب ، الرئيس الأمريكي ترامب2 لا يخشى الفساد والعُنف. في حين أنه يُبشر بإنفاذ القانون والنظام بحسم . . لكن ليس من المُستغرب أنه من المُمكن أن يُفسح المجال لحالات من الفوضى ، ففي الوقت الذي يعتبر نفسه أباً يقمع الآراء المعارضة.
فى ذات الوقت نجده منذ اليوم الأول لتنصيبه رسمياً رئيسًا للولايات المُتحدة الأمريكية قد أحاط نفسه بأشخاص يعتقدون أن إرادته حتمية، بينما هو يضع مصالحه الخاصة فوق المصالح الوطنية.
يكشف مُخطط مشروع 2025 عن كيفية التغيير الذي يجب أن تشهده أميركا في ظل رئاسة ترامب ، وتتضمن الخطة وضع جميع الوزارات تحت السُلطة المُباشرة للرئيس، وتفكيك مُختلف الإدارات والخدمات داخل الحكومة و” تطهير” مؤسسات المُجتمع المدني.
ترامب يصف بلاده بأنها “سلة قمامة للعالم ويمتدح رؤساء دول أقرب للديكتاتورية برسالة سياسية سيكولوجية الهدف منها ليس فقط إقناع الأميركيين بأن الديمقراطية تفشل، بل أيضاً إقناعهم بأن الأمر أفضل عندما يحكُم الرجال الأقوياء بلادهم.
حقيقة ان ترامب رجل دعاية لامع ، وهو أحد أكثر رجال الدعاية مهارة في التاريخ فقد تمكن من إقناع عشرات الملايين من الناس بأنه فاز في الانتخابات الرئاسية لعام 2020. ورغم أنه لم يكن هو نفسه مسيطراً على الأمور، فقد فرض على الناس نوعاً من فترة الانتظار للاستبداد. استولى على السيطرة على الحزب الجمهوري، مما جعل أعضاء الحزب يعاملونه وكأنه رئيس في المنفى الداخلي. بالنسبة للبعض، فهو لم يتوقف أبدًا عن كونه رئيسًا، وهو إنجاز كبير في دولة ديمقراطية ذات وسائل إعلام تعددية.
ولا يمكن اغفال أن الديمقراطيين يمرون بمرحلة انتقالية صعبة في بعض النواحي ، نعم نجحت الديمقراطية ” كامالا هاريس ” في إدارة حملة انتخابية جيدة، لكنها وصلت متأخرة للغاية.
ورغم أن ترامب يعاني من مشاكل صحية، إلا أنه لا يزال يحتفظ بصورة الرجل القوي.