القائمة

حين يُغتال الستر وتُغتصب الخصوصية… أفيقوا يا أصحاب الضمائر!

Magda Mahmoud يومين مضت 0 7 ألف

لم يعد الأمر مجرد واقعة شخصية أو تسريب عابر، بل جريمة مكتملة الأركان، صرخة في وجه مجتمع بدأ يفقد بوصلته الأخلاقية. حين يُسرب زوج مقطعًا حميميًا لزوجته — تلك التي ائتمنته على نفسها، ووهبته قلبها وجسدها وبيتها — فاعلم أن الإنسانية قد سقطت، وأن الرجولة لفظت أنفاسها الأخيرة. أي خيانة أعظم من أن يُنتهك أقدس موضع للستر؟ غرفة نومٍ كانت حرمًا آمنًا، تحولت بيد الشيطان إلى سلاح للفضيحة!

هل يُعقل أن تُسأل امرأة عن لبسها وهي في فراشها مع زوجها؟! هل بلغ بنا العُري الأخلاقي أن نلوم الضحية ونترك الجاني يعبث بكرامة البشر؟!
رحمة محسن ليست قضية فنانة، بل قضية كل امرأة وكل بيت وكل شرف مستباح باسم التكنولوجيا والانتقام والفضول المريض.

أين النخوة؟ أين المروءة؟ أين أولاد البلد الذين تربّوا على ستر البيوت وصون الأسرار؟ أليس من العار أن يخرج البعض يطالبها بالاعتذار أو الادعاء أن الفيديو “ذكاء اصطناعي”، بدلاً من أن يثوروا غضبًا لكرامة امرأة استُبيحت خصوصيتها على يد من يفترض أنه أقرب الناس إليها؟

أين نحن من قول رسول الله ﷺ: “من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة”؟
أين نحن من قيم الدين الذي جعل العلاقة بين الزوجين “سكنًا ورحمة”؟
هل صارت الرحمة سلعة تُباع، والستر ورقة تُمزق عند أول خلاف؟

يا ضمير البشر، استيقظ. يا رجال القانون، لا تجعلوا هذه الجريمة تمر كأنها “واقعة عادية”. إنها جريمة شرف من نوعٍ جديد، جريمة تمس كيان الأسرة، وتهدد أمن المجتمع.
يجب أن يُحاكم من خان الأمانة في ميدان عام، ليكون عبرة لكل من تسوّل له نفسه أن ينتهك ستر إنسانة منحته الثقة.

وليعلم كل رجل أن الرجولة ليست في القوة ولا في الصوت العالي، بل في الحماية، في الستر، في الصدق والضمير.
ولتعلم كل امرأة أن الله لا يخذل من سُترت نيتها وطهرت روحها، وأن العدالة قد تتأخر لكنها لا تموت.

ارفعوا أصواتكم في وجه هذا الانحطاط الأخلاقي، قفوا مع كل مظلومة، لا تسمحوا بأن يتحول الشرف إلى “ترند”، ولا الكرامة إلى “محتوى”.
فاليوم كانت رحمة، وغدًا قد تكون أختك أو ابنتك أو أنتِ.

يا مؤسسات الدولة، يا أجهزة العدالة، يا كل قلب ما زال ينبض بالإنسانية:
اضربوا بيدٍ من عدل على يد من خان الأمانة، قبل أن نفيق على مجتمع بلا ستر، وبلا ضمير.

magy-news@hotmail.com

كاتب

كتب بواسطة

اترك تعليق

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *