كتب | دكتور. عبد الله الكعيد
في البدء اسمح لي أيها القارئ الكريم أن أشير بكل وضوح الى الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية وهي تستحضر ملف حقوق الإنسان متى ما أرادت وتحديدا حين تُخطط لتحقيق مصالح معينة تروم تنفيذها. على سبيل المثال ملف حقوق الإنسان في الصين وغيرها من الدول التي تقف موقف الند للكاوبوي المتغطرس أو الغرب المتلوّن.
الرعب من هيمنة الصين دفع بالولايات المتحدة الأمريكية التهديد بفتح ملف حقوق الإنسان في كل وقت تشعر فيه خطرا من ذلك التنين الأصفر الذي يسعى لتغطية هذا الكوكب اقتصادياً وثقافياً بملاءة حمراء مُزيحاً بكل ذكاء تلك الملاءة المخططة باللونين الأبيض والأحمر وفي ركنها (51) نجمه ترمز للولايات التي تنضوي تحت حكومة أمريكا الشمالية.
جمهورية الصين الشعبية أو التنين الأحمر، لا تدّعي أو تسعى لضم دول أخرى ذات سيادة معترف بها كما تفعل حكومة دونالد ترامب مع كندا وغرين لاند وقناة بنما وأخيرا أرض قطاع غزة. مطالبتها الوحيدة ضم تايوان الصينية وعودتها إلى بر الصين.
السؤال: ما الذي يقلق راحة الكاوبوي ساكن البيت الأبيض من شعوب وحكومات تقطن أراضٍ بعيدة كي يلّوح بعصا حقوق الإنسان كل حين؟ ثم دعونا نتصارح: هل ميزان حقوق الانسان (المزعوم) عادل في مكياله؟ أم هو مفصّل على مقاس مواطنهم الأبيض فقط بينما للآخرين ملف مختلف يفتحونه متى ما أرادوا.
حتى لا يتهمني البعض بكراهية الغرب أُحيلكم الى المادة (5) من الإعلان العالمي لحقوق الانسان الذي انطلق من باريس في العاشر من شهر ديسمبر عام 1948 واعتمدته بعد ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة. حيث تنص تلك المادة على: ” لا يجوز إخضاعُ أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطَّة بالكرامة”.
إذا جاز لكاتب هذه السطور فتح ملف أفراد جيش الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية المتحالفة معه ما بعد 2003 وماذا فعلوا بالشعب العراقي بعد غزوهم الغاشم بدعوى كاذبة “امتلاك أسلحة دمار شامل”. نعم، لقد شاهد العالم بأسرهِ تلك الصور المريعة، بل والمخزية في سجن (ابوغريب) وغيره من المعتقلات، أليس ما حدث يدعو لرفع دعاوى قانونية ضد حكومة الولايات المتحدة الأمريكية لانتهاكها ومعها غيرها من استخبارات الدول الأوربيّة وبشكل صارخ المادة الخامسة من بروتوكول حقوق الانسان؟
ماذا عن صمت حكومات العالم حيال الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان، بل وتهديد وجودة من الأساس في غزة. اين حقوق الانسان إذا يا من صدّع رؤوسنا بها ويهددنا ليل نهار بفتح ملفاتنا؟
صفوة الكلام أقول كفى.
فقد انكشف المستور فإذا تريدون حقاً وصدقاً الحفاظ على حقوق الانسان بشكل نزيه، فليبدأ الغرب بما فيهم أمريكا ذاتها تطبيق مواد ذلك الإعلان الشهير بلا استثناء على الجميع سواسية خصوصا شعوب البلدان البعيدة عنهم في الجهات الأربع من هذا الكوكب. ثم أقول للشرفاء من مثقفي أوربا وأمريكا أن الذي حدث ويحدث اليوم من بعض دولكم سيدوّن سابقة عار في تاريخ البشرية.
لمُراسلة الكاتب:
aalkeaid@hotmail.com