كتب | رئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي – سعيد السُبكي
انه لمن الصعب رؤية وسماع استمرار سياسات المعايير الغربية المزدوجة والكيل بأكثر من مكيال في قضايا إنسانية بالدرجة الأولى، دون القيام بواجب التنبيه والتحذير من تداعيات إشارات ستنال نتائجها من غير الأوروبيين الأصل الذين يعيشون داخل المُجتمعات الأوروبية.
نحن عائلة أوروبية . . هُم مثلنا . . عيونهم زرقاء . . بيض البَشَرَة . . يستخدموا تويتر وانستجرام . . هم شعب مُتحضر.
هذا قليل من تصريحات رصدتها على ألسنة قادة إدارات سياسية أوروبية، وبعض من كُتاب مقالات الرأي في وسائل إعلام غربية، منذ الأيام الأولى للحرب الروسية على أوكرانيا.
حقيقة لم نفاجئ ولم نندهش من تلك التصريحات لإعادة التأكد من مدى النفاق السياسي والإنساني وازدواجية معايير الغرب حينما يرتبط الأمر بقضايا عربية، ولكن لابد من التوقف ملياً عند تصرفات ومواقف ساسة الغرب الأوروبي، وألا ندعها تمر مرور الكرام دون تجديد دراستها بجدية أكثر من أي وقت مضى.
فمنذ يوم٢٤ فبراير مع بَدْء الحرب على أوكرانيا، اتضح لنا جلياً أن الدول العربية إسلامية ومسيحية في مُقارنة ظالمة وعُنصرية مع شعب أوكرانيا، فعلى الرغم من تعاطفنا مع المدنيين الأبرياء الأوكرانيين إزاء معاناة ويلات الحرب، الا ان تساؤلات منطقية جعلتنا نستدعي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والحرب في كل من سوريا وأفغانستان واليمن وليبيا والعراق وغيرها.
ان حتمية الوقوف الى جانب المظلوم أمر إنساني لا يقبل الشك أو المُساومة عليه، لكن مُعظم وسائل الإعلام الغربية، وجدناها تتبنى رؤية مُختلفة تماماً، فبدون خجل أعلنوا على الملأ تعاطفهم إعتماداً على لون البَشَرَة وجغرافية المكان، وتحولت كافة الموازين والسياسات، وأصبحوا طرفاً في الصراع تأييداً لأوكرانيا ضد روسيا،

العالم الغربي يرى الضحية بمواصفاته
وتنازلوا عن حياديتهم المزعومة، ولم يعد وضع أي اعتبارات للقيم المهنية الإعلامية الأساسية.
لقد شهدت المنطقة العربية منذ عشرات السنين وحتى الساعة حروب ونزاعات وانتهاكات كان ومازال للغرب دور أساسي مُباشر فيها، بدءاً من الغزو الأمريكي على العراق وتبعاته التى مازالت أثارها قائمة، ومشاهد ملايين اللاجئين السوريين خير دليل لما لها من وجه شبه مع اللاجئين الأوكرانيين الفارين من ويلات الحرب والدمار دون تحرك أوروبي فعال.
لقد كشفت الحرب الروسية بسهولة زيف الموقف الدُّوَليّ تجاه غير البيض في العموم، وازدواجية المعايير التي وصلت حد العنصرية في التعامل مع القضية برمتها، وبالأخص مع اللاجئين، فأوروبا التي فتحت أبوابها أمام اللاجئين الأوكرانيين دون قيود أو محاذير، هي نفسها التي وقفت أحزابها المُتطرفة أمام موجات اللاجئين
العرب والأفارقة الفارين من الحروب والنزاعات.
كما أن سرعة استجابة المحكمة الدولية للتحقيق في جرائم حرب مُحتملة في أوكرانيا، ملفتة جداً للنظر، وهو أمر يظهر بوضوح مدى جدية التعاطي السياسي حينما يكون الضحايا من شعب أبيض اللون.
نتذكر الآن دول أوروبية وضعت أسواراً من الأسلاك الشائكة واستعانت بالكلاب لشم أجساد المهاجرين، واتبعت بعضها سياسات كثيرة غير إنسانية تسببت في موت أعداد من اللاجئين تجمدوا من برودة وقسوة الطقس على حدودها، وهي ذات الدول التي ترحب باللاجئين الأوكرانيين.
أستاذى المحترم : سعيد السبكى ، إسمحى لى حضرتك أن أعبر عن تقديرى واحترامي لشخصك الكريم ، أننى ممتن ومحب لمقالاتك جداً … أسلوبك الواضح ( السهل الممتنع ) وتعبيراتك اللغوية فى كتاباتك يعطينى شعوراً كأنى أشاهد لوحة فنية بيد فنان موهوب .حفظك الله وأعطاك الصحة والعافية.
التفرقه العنصرية موجوده في كل مكان و زمان. هذه طبيعة البشرية للأسف.
التفرقة بين اللاجئين العرب أو الأفارقة والهاربين من الحرب في أوكرانيا واضح جداً.