كتب | سعيد السُبكي
إلى بعض من ما يتصدرون الشاشات التلفزيونية والمنصات الإعلامية بدافع الدفاع عن مصر، وهم في الحقيقة يساهمون – عن جهل أو سوء تقدير – في إعادة إنتاج حملات تشويهها،
إن أخطر ما تواجهه الدول ليس الهجوم الخارجي في حد ذاته، بل سوء إدارة الرد عليه. فالإعلامي الذي يعتقد أن تكرار ذكر الفيلم المسيء عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتذكير المواطنين بمحتواه وتحويله إلى مادة للانفعال اليومي، هو فعل وطني، إنما يمنح هذا العمل عمرًا وتأثيرًا لم يكن ليحصل عليه دون هذا الترويج المجاني.
الدفاع ليس صراخًا، ولا استدعاءً دائمًا للمؤامرة على الهواء، ولا تحويل كل إساءة هامشية إلى “قضية رأي عام”.
هذا الفهم الإعلامي الساذج يحقق بالضبط ما يريده صانعو الإساءة: الانتشار، والشرعنة، وترسيخ صورة مشوهة في الوعي االعام
إن تكرار الحديث عن فيلم مسيء لمصر، تحت لافتة الرد عليه، لا يفضحه بل يعيد تسويقه. والإعلامي الذي لا يُدرك هذه المعادلة يتحول – من حيث لا يدري – إلى شريك في التشويه، لا إلى مدافع عن الوطن.
مصر لا تحتاج إلى إعلام دفاعي مرتعش، بل إلى إعلام واثق، يعرف متى يتكلم ومتى يصمت، ومتى يواجه ومتى يسحب البساط من تحت أقدام الاستفزاز. فالقوة الإعلامية لا تُقاس بحدة الصوت، بل بذكاء إدارة الرسالة.
إن أخطر أشكال الجهل الإعلامي هو ذاك الذي يتخفى في ثوب الوطنية، ويحوّل حسن النية إلى ضرر عام. ومن هنا، فإن المسؤولية الأخلاقية والمهنية تفرض على كل إعلامي أن يسأل نفسه قبل أن “يدافع”: هل أحمي صورة مصر، أم أساهم في تشويهها؟
هذا خطاب تحذير، لا تخوين، لكنه تذكير بأن الوطنية لا تُقاس بالانفعال، بل بالوعي.
توضيح لابد منه : الموضوع ليس بخصوص الجدل حول فيلم الست ولكن عن الرئيس السيسي
