كتب | د. عبد الله الكعيد
لا أظن بوجود فرد سويّ على هذه البسيطة يُؤيد العنف ضد البشر وإراقة دماء الأبرياء أيًا كانت الأسباب والدوافع. ففي الوقت الذي نرفض فيه ونفضح أعمال العنف والاجرام الذي تقوم به سلطات الاحتلال الصهيوني ضد الأبرياء على أرض فلسطين المحتلة وفي كل شبر فيها نرفض في ذات الوقت القيام بأعمال عنف مضادة ضد أبرياء في أي زمان ومكان على هذا الكوكب. المدنيون الأبرياء لا ذنب لهم بما تفعله الحكومات عدوّة السلام.
من يقوم بقتل الأطفال والنساء والشيوخ في غزّة هو جيش الاحتلال الإسرائيلي المجرم بأوامر من أخطر سفاح مطلوب للعدالة الدولية المدعو بنيامين نتنياهو الصهيوني اليميني المتطرف. فالانتقام يفترض أن يكون ضد حكومة وجيش تلك العصابة وميدانه المواجهة رصاصة برصاصة ودم بدم.
أقول قولي هذا وأنا أعيش الآن في بريطانيا التي هزّ الشارع فيها الهجوم الذي حدث في مدينة مانشستر يوم الخميس الثاني من شهر أكتوبر الحالي 2025 واسفر عن مقتل شخصين وجرح ثلاثة آخرين وتم تصنيف الحادث على أنه هجوم إرهابي.
من الوهلة الأولى ربط الناس هنا الهجوم بقضيّة فلسطين خصوصا بعد أن تم الكشف عن هوية منفذ الهجوم رجل من أصول عربية يحمل الجنسية البريطانية. الغريب في توقيت الهجوم الذي أثار تساؤلات المراقبين.
هل خدم ذلك الحدث غامض الأهداف القضية الفلسطينية أم سيؤثر لاحقًا على زخم الاعتراف الدولي المتوالي بالدولة الفلسطينية؟ وحتى أرض الهجوم (بريطانيا) التي فاجأت العالم باعترافها بدولة فلسطين وهي التي صدر منها وعد (بلفور) المشؤوم إلا يطرح سؤال عن اختيار المكان والتوقيت لذلك الحدث؟
حتى لا يُفسّر كلامي في غير محلّه أقول لن ينفع القضية الفلسطينية أعمال عنف مضادة بهذا التوقيت تحديداً ضد أناس لا علاقة لهم بما يحدث في غزّة. دعونا نستغل التعاطف الشعبي الدولي مع قضية العرب الأولى ونفضح وحشية حكومة العصابة المجرمة في تل أبيب وأنا على يقين تام بأن القادم سيكون لصالح القضية الفلسطينية وأن الاعتراف الجماعي بدولة فلسطين حرة مستقلة عالميًا بات قاب قوسين أو أدنى رغماً عن أنوف الصهاينة.
- لندن