القائمة

 الحوار مع جدار

غرفة الأخبار 3 أسابيع مضت 0 9 ألف

بعث لي احد الأصدقاء مقطعاُ فيه وجهة نظر للممثلة الانجليزية هيلين ميرين الحاصلة على جائزة الاوسكار عام 2006 (بالمناسبة السيدة ميرين طاعنة في السن إذ هي من مواليد 1945) تحكي عن أدبيات الحوار بصفة عامة فتقول: “قبل أن تبدأ النقاش مع اي شخص اسأل نفسك هل هو ناضج عقليا بما فيه الكفاية كي يعرف مفهوم اختلاف وجهات النظر، لأنه اذا لم يكن يستوعب ذلك لا يمكن ايجاد نقطة تلاقي بينكما، من أجل هذا ليس كل حوار يستحق منك بذل الجهد. بعض الأحيان لا يهم مدى وضوح وجهة نظرك لأن الطرف الأخر لا توجد لديه النية أصلاً للاستماع اليك كي يفهم، هو يتظاهر بالاستماع من أجل تجهيز رد فعله”

هذا وأمثاله يظلون عالقين في وجهات نظرهم الشخصية ومتعلقين بها، ولا يُنتظر منهم تفهم وجهات النظر الأخرى. هنالك فوارق بين المناقشة الصحيّة وبين المناظرة غير ذات الجدوى. الحوار مع شخص منفتح الأفكار على الآخر ربما تجد فيما يطرح إضافة ما بشكلٍ أو بآخر حتى ولو لم تتفق مع طرحه بينما الجدال مع شخص لا يمكن أن يرى غير ما يعتقده صحيحا يشبه الحديث مع جدار.

لفت انتباهي وصفها الجدل العقيم (حسب التعبير العربي) بالحديث مع جدار. بالفعل إنه وصفا بليغا يُعبر عن واقع ما يُسمى اليوم بالحوار. وأصدق دليل على ذلك ما يدور في البرامج الحوارية (Talk Shows) على محطات التلفزة وخصوصا العربية منها. تابعنا جدراناً تتحاور وليس نُخب مثقفة تم اختيارها بعناية كي تُمثّل شريحة اجتماعية معينة أو حزب سياسي معروف أو تيار ثقافي له أهميته وتأثيره.

أجزم بأن كل منّا قد مرّ بتجارب (جدرانية) الحوار من ذلك النوع، كان الطرف الآخر كالصخرة الصماء لا يسمع ولا يرى لكنه يتكلم. يتكلم بصوتٍ عالٍ رغم أنه لم يصغِ جيدا لما قيل. ذاك من كانت تعنية السيدة الأوسكارية هيلين ميرين “يناقش من أجل رد الفعل” وليس الاقناع أو الاقتناع.

تريدون أمثلة طازجة ومتكررة يوميا، بل كل ساعة لحوار الطرشان أو مع الجدران تابعوا ما يدور في المساحات الحوارية (العربية) المباشرة في منصّة (X) تويتر سابقا.

        لمراسلة الكاتب

aalkeaid@hotmail.com

كتب بواسطة

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

اترك تعليق

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *