كتب : ياسر بدر كريم
على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي ” فيسبوك ” كتب الزميل الاعلامي السعودي ياسر بدر كريم “” برافو يا صانعي الدراما المصرية”
حقيقة أبدعتم في تشويه صورة مجتمعكم المسلم المحافظ الأصيل الطيب وتحويله إلى مجتمع بلطجي شوارعي يثير الرعب والخوف من كثرة حاملي السلاح الأبيض وشباب يدخنون الحشيش عياناً بياناً دون رادع من دين وقيم وأخلاقيات، وآخرين يستغلون فقر الفتيات والنسوة وحاجة الكثير منهن إلى المادة – مع أن من مبادئنا أن الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها/أو هكذا تربينا وتعلّمنا – لتصويرهن بأوضاع مخلّة لكسب المال بطرق غير مشروعة وتهديدهن وابتزازهن .. وعمل السحر وقتل الآخرين هكذا ببساطة وبأي طريقة لمجرد الاختلاف معهم والرغبة في إزاحتهم عن الطريق لأغراض دنيئة… هذا خلاف الألفاظ النابية في المسلسلات – من قبيل يا مرا و مُحن وخلافه – والتي كانت سابقًا تعدّ عيبًا كبيرًا وفحشًا غليظًا في الكلام ولا تُسمع إلا في الحواري الشعبية وشارع مشهور في القاهرة بـ…..، وثالثة الأثافي إقحام اسم النبي صلى الله عليه وسلم في مسلسل شاهدتُ لقطة منه مضمونها “الحسد” والعياذ بالله.. وكل ذلك مصحوب بإظهار مفاتن النساء بمكياجات وملابس تجسّد الجسد… و…. و…. وحدث ولا حرج، ثم يقول أهل الفن إن هذا تعبير عن الواقع.
لا والله.. ليس هذا واقع المجتمع المصري ولا أخلاقياته ولا قيمه ولا مبادئه كما عرفته.. وإلا لكانت الشوارع المصرية ومدن مصر خلت من مرتاديها والمشاة وللزم كل الشعب المصري بيوتهم خوفًا من البلطجية وحملة السلاح الأبيض ومن ملفقي التهم وتوزيع الافتراء على الخلق بأي شكل أو مشكلة أو مصيبة. ثم يا أخي لو وجدت هذه العينة من الناس – وهي موجودة بالفعل في كل المجتمعات – فلا داعي أصلاً لإبرازها من باب “إذا بليتم فاستتروا”، ولا داعي لعصف أذهان كتّاب الدراما والسيناريوهات والمخرجين وتكاليف المنتجين الباهظة بإعطائها أكثر وأكبر من حجمها، وتصوير الشعب على أنه فهلوي وبلطجي يأخذ حقه بيده ويقابل البلطجة بمثلها وأشد وأبشع، دون أي اعتبار لسلطة قانونية أو قضائية أو نظامية وبالتالي تعم الفوضى بكل أشكالها.
إنني إذ أتحدث خصوصاً عن الدراما المصرية فذلك لأنها الأكثر غزارة ووفرة وربما الأعلى مشاهدة في قائمة الدراما العربية، ويعتريني الحزن والأسف لما وصلت إليه من انحطاط قيمي وأخلاقي ونشر التلوث السمعي والبصري وهتك المثل والمباديء، وأطالب كل المسؤولين عن الإنتاج الإعلامي الدرامي في مصر – وليتهم يسمعون ويعون ما أقول ويصل صوتي إليهم – وكل الشرفاء الأحرار في مصر بإيقاف هذا العبث الإعلامي فوراً لأنهم يلوثون عقول المشاهدين العرب بنشر فضائح ورذائل يخجل منها كل أب وكل أم يسعون جاهدبن لتربية أبنائهم وبناتهم على القيم والفضائل والأخلاق التي تربّوا ونشأوا عليها، وهم – أي المنتجون وصنّاع الدراما – بهذا الإنتاج السافر يقوضون كل هذه الجهود النبيلة بمشهد مخلّ أو بكلمة بذيئة أو تصرّف ترفضه كل الأعراف الاجتماعية ناهيكم عن الدين.
وإن كنتم يا أهل الدراما والفن في مصر تقولون و”تدّعون بأن مصر أم الدنيا”؛ فالأم (الصالحة) تربي أبناءها على الخير وعلى المثل العليا والفضائل، لا على البلطجة والفحش في القول والسيئ من العمل، وتنشئهم على التنافس في إظهار المحاسن والجمال لا تشويه كل جميل.
إن ما تفعلونه وتصورونه يا أهل الفن في مصر لا يمت لا من قريب ولا من بعيد بأم تدّعون أنها ” أم الدنيا”. ذلك أنني أفهم أن الأبناء البارين يحسنون إلى أمهم ويبرونها لا يسيؤون إليها ويجلبون سخط الله والناس عليهم فيسبونهم بأدنى كلمة *إخس.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
ياسر بدر كريّم
إعلامي غيور على قيم الإعلام العربي وعلى الصالح العام، وخاصة شباب الوطن العربي بأسره ولا أحد يزايد عليّ في ذلك.
23 رمضان 1446هـ
23 مارس 2025م