كتب : د. عـبـد الله الكعيد
عكس ما أسمتها وزيرة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس باراك أوباما بــ(القوة الذكيّة)
في البدء سأنقل كلاما للسيدة هيلاري كلينتون ورد في مذكراتها التي عنونتها بــ(خيارات صعبة) وقد تعمّدت تجاوز آراء الوزيرة (الشاطحة) في القضايا والشخصيات التي أوردتها في الكتاب لأنني سأركّز على نغمة “غطرسة القوة” التي ما فتئت السيدة كلينتون تتغنى بها في سياق حديثها عن المواقف التي شهدتها في رحلاتها المكوكية بين دول العالم مما يوضح ثقافة اليانكي الهوجاء.
اعترفت الوزيرة بتدخل بلادها في شؤون البلدان الأخرى بزعم حل النزاعات وتطبيق الديموقراطية، بينما يعرف القاصي والداني بأن الدافع الحقيقي وراء حشر أنف أمريكا في كل مكان هو السيطرة على ثروات البلدان وامتصاص خيراتها، حتى ولو تم استخدام الأساليب غير المشروعة لتحقيق تلك الأطماع.
تقول مسز كلينتون بالنص” للنجاح في القرن الحادي والعشرين نحتاج الى دمج الأدوات التقليدية للسياسة الخارجية، أي الدبلوماسية والتنمية المساعدة والقوة العسكرية” ثم تعترف صراحة ” علينا أن نستخدم كل نقاط القوة الأمريكية لبناء عالم فيه المزيد من الشركاء وقلّة من الخصوم” قد يُلاحظ من يقرأ تلك السطور أن وزيرة الخارجية توضح بشكل لا لبس فيه أن أمريكا تسعى لتحقيق أطماعها بالقوة العسكرية إن لم تستجب حكومات الدول لمطالب البيت الأبيض. إذا نحن أمام حقيقة لا لبس فيها حول منطق القوة المتغطرسة تنطق بها مسؤولة أمريكية كانت إلى وقت قريب عنصر رئيس ومسموع في اتخاذ قرارات مصيرية نكبت شعوبًا كثيرة خصوصا في منطقتنا العربية.
حسناً…. حتى لا أُتّهمْ بأنني أكتب من منطلق عاطفي أو أيديولوجي أو من شعور عدائي غير مبرر أسأل عدة أسئلة (وهذا حق مشروع لأي كاتب):
- ما معنى غزو الولايات المتحدة الأمريكية لدولة عربية ذات سيادة وإسقاط رئيسها الشرعي والقيام بتُنصيّب حاكما أمريكا قام بتسريح جيشها وإلغاء وزاراتها ثم تدمير بنيتها التحتية؟
- ما هو مبرر الولايات المتحدة الأمريكية في الدعم اللوجستي والسياسي اللامحدود للمجرم “نتنياهو” وتسليح جيش الكيان الصهيوني ليحرق سكان غزة المدنيين بالأسلحة الأمريكية الفتّاكة؟ هل هذه الديموقراطية التي يُبشّر بها البيت الأبيض ويسعى لفرضها على دول العالم؟
- بأي عُرف دبلوماسي يستضيف الرئيس الأمريكي ترامب رئيس دولة تعيش حالة حرب ليسخر من لباسه ويُهينه أمام العالم ثم يقوم بطرده من البيت الأبيض بسبب أنه رفض الهيمنة على ثروات بلاده من قبل الكاوبوي؟
- أيّ قانون ذلك الذي يمنح الرئيس الأمريكي صلاحية تهجير سكان غزة ويُتيح له تسويق أرض فلسطين على أنها من عقاراته وممتلكاته (ريفيرا الشرق الأوسط)؟
هذه الأسئلة غيض من فيض قد تفتح الأبواب لتوضيح حقيقة غطرسة القوة الأمريكية التي يخشى البعض الحديث عنها.