كتب | محمود جمعة
أوجعتني الطفلة الغزاوية وهم يخرجونها من تحت الركام فتسأل أول ما تسأل: وين امي؟ فكانت القصيدة
تحت الركام
أنا يا غزتي و الحبُّ دَيني
شهيدٌ مثلما قلبُ الحسينِ
يواعدني الصباحُ لكي أراها
ويخلفُ وعدَه في ساعتينِ
فينقذني المقاومُ من جنونِي
ويُهديني بحضنِك طلقتينِ
ويقرضُني كلامًا لم أقله
ويرسله بلا لحنٍ يُغني
فيشعلُ من عذابِك ذكرياتي
ويسكن من عذابي برد حضني
كأني في رُبى الأقصى قتيلٌ
يود القتلَ فيها مرتينِ
عيوني روحُ غزة إذ تنادي
على طفل فدائي أغنِّ
يعودُ النبضُ من تحت الشظايا
ليسألني ضعيفًا كيف أني ….؟؟
وهل ما زلتُ أحلم بالصبايا
هنا تحت الركامِ هربن مني
ففتش عن جميلاتٍ عذارى
حلمن بعرشِ عُرسٍ غاب عني
ألم تعبأ بمَن عشقَ المرايا
هل المرآة تحت الأرضِ تُغني؟
أم انشطرت جروحُ الوجه فيها
وكلُ شظيةٍ لجمالِ عينِ
وسل ألعاب بنتٍ تائهاتٍ
عروسُ الدمِ تصمتُ لا تغني
وتسألُ حين تسخرُ من قصيدي
وكم للشعرِ من أيدٍ بظنِي؟؟
وهل يعفي مجازٌ منك حجرًا
وهل بحرُ البسيطِ يقيلُ حزني
أأسكن في بيوتِ الشعرِ خوفًا
وأصنعُ من شعورِك خيمتين؟
ولي أختٌ إذا البوسنا أفاءت
تُعيدُ نشيدَها دومًا بأذني
ولي أمٌّ بقرطبةَ استراحت
على ظلمِ المحاكمِ ويكأني
وفي آسان يا دمعَ الثكالى
يراودهُن مأفونٌ لخدنِ
أنا تحتَ الركامِ بدونِ إسمي
ودون هويتِي و رموشِ جفني
وصوتُ أبي يقبلُنِي كثيرًا
وأحمر وجنتِي وحياءُ عيني
أخبيءُ في الحجارةِ صوتَ أمي
يهدهدني بأغنيةِ ولحنِ
وتصرخُ أن نُعد الشاي حالًا
لجثةِ والدي ودماءِ إبني
لماذا الضوءُ يا أمي بعيدٌ
ملاكُ الموتِ يسأل أين مني؟
ترى يومًا يداكِ تَخيطُ شالًا
وتُلبسني فسَاتينًا كأني …
أراني في الطريقِ إلى رفاتي
سيخبركم ركامُ الليلِ عني
- عضو اتحاد كتاب مصر _عضو اتحاد كتاب وادباء الامارات _صاحب صالون قبس للأبداع_ ومؤسسة قبس (تحت التأسيس)
أشكركم على النشر ..بالتوفيق