كتب مدير مكتب القاهرة | عباس الصهبي
أخطر ما فعله رئيس وزراء الكيان العبري، في غمرة شعوره بنشوة النصر إثر مزيد نجاحاته في سياسته الخسيسة “قطع الرؤوس”، ومقامراً في عدوانيته السياسية والعسكرية حتى بـ”أسرى دولته” في غزة، منذ عام وهم في الأنفاق؛ أنه يحاول، إنقاذاً لوجوده وسمعته المحلية والدولية، وقد طالتهما كل الشبهات؛ أن «يلعب» بما يتصوره لديه من حنكة سياسية لمزيد من “الهروب للأمام”؛ في «مفاصل» القضية العادلة للصراع العربي الإسرائيلي!
لقد وضع في زهوة انتصاره الآن؛ وبالتعبير السياسي الرصين: “الحصان خلف العربة”، ولكن بعد أن “ربط” الحصان “جيداً” بمؤخرتها؛ ليعود بـ”عربة السلام” للوراء؛ ضامناً لـ«الكراهية” المفرطة، على جانبيْ الصراع؛ وواضعاً في جيبه الخاوي- إلا من أسلحة الدمار الشامل الحديثة المرعبة- على الطرفين: أصوات ناخبيه من جهة، وأصوات “العرب”، حتى المعتدلين” منهم بأرجاء العالم، والمتعبة من كثرة الصراخ والتنديد بأعماله الإرهابية، ممن يستنكرون أفعاله المشينة؛ فيزيدون- ودون أيِّ قصد منهم أو وعي- “أصوات” مؤيديه، حتى من كبار معارضيه بالداخل؛ ممن نجح في مضاعفة كراهيتهم للعرب بما يسمعونه من “تنديد عربي” شامل لمخططاته العدوانية غير الإنسانية الوحشية!!
لقد أطال زمن انتظاره لساعات طويلة، وغير معتادة إسرائيلياً؛ قبل أن يوجه ضربته الانتقامية للصواريخ الباليستية الإيرانية حتى يضمن مزيد الرعب والخوف لدى شعبه ووقوفه بجانبه باعتباره المُخلِّص “الوحيد” لهم بقوته “الشمشونية” الجبَّارة، باعتباره “زعيم اللحظة” القوي القادر أن يهبهم الاستقرار والأمن، وليهييء المنطقة كلها لـ«حرب شاملة» يتم من خلالها- على حدّ غباء مستشاريه في اليمين الإسرائيلي المتطرف- لمرحلة جديدة من التمدد الإسرائيلي في الشرق الأوسط، من خلال إقامة ما يُسمى بـ«دولة إسرائيل الكبرى”، غير الموجودة بهذا الشكل في التوراة، مثلما أقسم أن يحققها، وعلى حد قوله في أواخر تصريحاته، بينما لا توجد في كتابه المقدس، وإنما فقط في عقول أطماع اليمين المتشدد؛ وقد أوضحها للملأ في خارطتيه في الامم المتحدى على مرأى ومسمع كل دول العالم!!
الخارطتان أطلق على إحداهما: “اللعنة”والأخرى “النعمة”، زعم فيه أن بلاده «تسعى إلى السلام لكنها ستقاتل حتى النصر»؛ رغم أنهما- الخارطتين- بدون «الضفة الغربية” و”قطاع غزة”؛ أيْ بدون “دولة فلسطين” عندما “تبتلعها”- لاقدر الله- دولة إسرائيل بكاملها!!
إن أحلام “الفاشل”، في كل ماخاضه من حروب خاسرة لن تتحقق أبداً على الأرض، وستبقى فقط مرسومة على الورق؛ إلا إذا أجبرته” قوة خارجية”، أكثر منه قوة وحكمة؛ على وضع “الحصان”، وكما هو المعتاد؛ أمام “العربة”!!