التنوع طريق القوة… والتخصص مفتاح النجاح
كتب | سعيد السُبكي
كتبت في الحلقة السابقة تحت عنوان : دعوة لمُبادرة وحدة وتعاون بين الجمعيات الأهلية المصرية في هولندا بغية بث الحماس وإعادة الروح من أجل نبذ الخلافات والتجرد بهدف فتح صفحات جديدة بيضاء لأبناء الجالية المصرية بهولندا.
اليوم استمر في هذه الحلقة بقول : أن العمل الأهلي التطوعي المصري في هولندا شهد نشاطًا متزايدًا خلال السنوات الأخيرة، مع تأسيس العديد من الجمعيات والمؤسسات الأهلية التي تهدف إلى خدمة أبناء الجالية المصرية في مجالات مُتعددة.
إلا أن هذا الزخم الكبير، رغم ما يحمله من إيجابية، أدى أحيانًا إلى تشابه في الأدوار وتداخل في الاختصاصات، الأمر الذي خلق نوعًا من تكرار ذات الأنشطة والمنافسة غير البنّاءة بين بعض الجمعيات.
ومن هذا المنطلق، تبرز الحاجة بل والضرورة إلى رؤية جديدة للعمل الأهلي، رؤية تقوم على مبدأ التكامل والتخصص، بحيث تتوزع مجالات الخدمة المجتمعية بين الجمعيات بما يضمن تنوع الأنشطة وعدم تكرارها، ويحقق الاستفادة القصوى من الطاقات والإمكانات المتاحة.
فيمكن أن تتجه إحدى الجمعيات إلى التخصص فى المجال الرياضي بتنظيم الأنشطة والمسابقات، بينما تتخصص جمعية أخرى في الثقافة والفنون لإحياء التراث المصري وإبراز الإبداع بين الشباب، في حين تعمل مؤسسة ثالثة في مجال الموسيقى أو العمل الاجتماعي لدعم الأسر والطلاب والمُسنين.
إن وضوح التخصصات لا يعزز فقط فعالية كل جمعية، بل يفتح أيضًا الباب أمام التعاون المُنظم والشراكة الذكية بين المؤسسات، بما يحول العمل الأهلي المصري في هولندا إلى منظومة متكاملة تخدم أبناء الجالية المصرية وتُظهر الوجه الحضاري لأبناء مصر في الخارج.
ولتحقيق ذلك، يُقترح أن تبادر القيادات المجتمعية ورؤساء الجمعيات إلى عقد اجتماع تنسيقي مُشترك، يتم خلاله وضع خريطة واضحة لتوزيع مجالات العمل بين الجمعيات، وتحديد آليات التعاون والتكامل في ما بينها، بما يضمن وضوح الأدوار ونجاح الرسالة.
فالتعاون هو الطريق الأقصر نحو التميز، والوحدة هي الضمان الحقيقي لاستمرار العطاء.
المقالة السابقة :
