كتب | رئيس تحرير تايم نيوز – سعيد السُبكي
ما نعرفه حتى اللحظة من خلال تصريحات شفهية نقلتها مختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية أنه ” تم الاتفاق الآن على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح عدد 48 أسيرًا – أي العشرين الذين ما زالوا على قيد الحياة وكذلك رفات المتوفين. وفي المُقابل، ستطلق إسرائيل سراح مئات الفلسطينيين. كما سيتم إدخال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، وستنسحب القوات العسكرية الإسرائيلية إلى خط متفق عليه. ولا يزال موقع هذا الخط غير واضح. كما أنه من غير المعروف متى سيتم إطلاق سراح الرهائن بالضبط، باستثناء أن كل هذا يجب أن يتم في غضون 48 إلى 72 ساعة بعد توقيع الاتفاق” وتردد ان يوم الأثنين المُقبل هو الذي سيحسم الأمر.
لا ننكر بأن الحدث هو استثنائي بلا شك. فقد استغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل قبول الأطراف أن تجلس مرة أخرى على طاولة المفاوضات ” وان كان بشكل غير مباشر “. والأمل الآن هو أن تنتهي حرب الإبادة وجرائم قوات جيش المُحتل الاسرائيلي. وهذا أمر بالغ الأهمية لكثير من الناس على الجانبين”.
المشهد الآن هو مشاعر الأمل والارتياح المشوبة بالحذر في غزة وإسرائيل وباقي أنحاء العالم بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة خاصة بعد أن نقلت شاشات القنوات التلفزيونية خروج الصحفيون إلى الشوارع في الظلام لإبلاغ سكان غزة بالاتفاق.
في الوقت نفسه، هناك نوع من الحذر في ردود الفعل هذه، بالنظر إلى عدم القدرة على التنبؤ بما ستسفر عنه النتائج النهائية الحقيقية للمفاوضات ومدى التزام الجانب الإسرائيلي والضمانات الفعلية التي من المأمول أن يقدمها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
الحرب بين إسرائيل وحماس على مدى أكثر من عامين كشفت كثير من المتناقضات العالمية وصمت مُخذى لكثير من الدول خاصة الغربية، لكن كثير من الشعوب ثارت تأيدًا للحقوق الفلسطينية وأدانت جرائم الجيش الاسرائيلي.
يأتى الحذر بسبب واقع كيف انتهت الهدنة السابقة في مارس بشكل مفاجئ، بعد عدة عمليات تبادل للأسرى والرهائن. حيث استأنفت حينها إسرائيل الحرب على الفور بكل قوتها.
في ظل ردود فعل متفائلة في غزة وإسرائيل يمكن قراءة تحفظ مماثل أيضًا في ردود الفعل من إسرائيل، لا سيما من قبل أقارب الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة والذين تحتجزهم حماس في غزة منذ أكثر من عامين. ومن المتوقع أن يتم الإفراج عن الرهائن في يوم الأثنين المُقبل 13 أكتوبر الجاري.
وعلى الرغم من ردود الفعل الأولية المُتحمسة، لا يزال هناك الكثير من الغموض حول الاتفاق: لا يزال هناك العديد من الأمور التي يجب تسويتها، لا سيما فيما يتعلق بمستقبل غزة. كما أن هناك العديد من علامات الاستفهام حول تفاصيل الاتفاق.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس دعى جميع الأطراف المعنية إلى الالتزام الكامل بالاتفاق. ”يجب إطلاق سراح جميع الرهائن بطريقة كريمة. يجب التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم ووقف القتال مرة واحدة وإلى الأبد. يجب السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة على الفور ودون عوائق. يجب إنهاء المعاناة.“
