القائمة

المُغتربون العرب | هل لمشاكل الزواج حل؟! . . ‏

غرفة الأخبار 4 سنوات مضت 0 9 ألف
‏ما أن تستقر حياة المهاجر في بلاد الغربة؛ حتى يبدأ التفكير جدياً في الزواج؛ فتبدأ من هنا تواجهه تحديات جديدة لم تخطر له على بال!!
‏ تايم نيوز أوروبا بالعربي | كتبه – عباس الصهبي ‏
‏انقطعت في أغلب الأحوال العلاقة الحميمة بين المهاجر أو المغترب وبين أسرته وعائلته في بلده الأم، ولم يعد أحد من لحمه ودمه يفكر له، أو يختار من أجله، وبالجدية الواجبة؛ شريك حياته الملائم! ‏
بداية تحدي . . 
ليس من السهل على المهاجر أن يجد العدد الكافي من المرشحات للارتباط بالزواج بهن، ولاختيار من تناسبه منهن فعلاً، خلال وجوده في بلاد الغربة التي صار يحمل جنسيتها، أو كان في طريقه للحصول على الجنسية منها، إلا في حالات قليلة جداً، أوشبه نادرة. ‏ومن هنا تظهر العقبة الكبرى في حياته رغم نجاحه قبل ذلك في تذليل العديد من العقبات الكبيرة الأخرى، والكثيرة؛ لوجوده في بلاد المهجر، سواء في إيجاد فرصة العمل، أو السكن، أو ما شابه ذلك من كل ما يمثّل تحديات كبرى لوجوده في المجتمع الجديد. ‏وبغض النظر عن مصلحته الخاصة في هذا الزواج، كلجوئه للارتباط من إحدى الفتيات الحاملة لجنسية البلد الذي أصبح موجوداً به، وبغض النظر عما إذا كانت هذه الفتاة تناسبه أو لا تناسبه، ولمجرد أنه أصبح مضطراً للارتباط بها من أجل تأمين وجوده هو نفسه في المهجر؛ فإنه يتعرض لما بات يُعرف ب«زواج المصالح»، والذي قد يعرضه، وبالمقابل؛ لأنواع من الابتزاز، قد يقع هو نفسه ضحية لها؛ وبالذات إذا كان هو الحامل للجنسية، وانجذب عاطفياً لفتاة في بلاد الغربة تريد أن تنال الجنسية منه أو عن طريقه!
‏وفي جميع الحالات فإن الزواج لا يكون طبيعياً ومن بدايته، وبالتالي لا يمكن أن يستمر؛ إذا كان الاختلاف بين الزوجين يمتد إلى واحد أو أكثر من المقومات الخمسة التي يوصي الخبراء النفسيون والاجتماعيون؛ بأهميتها الشديدة؛ لإنجاح الزواج واستمراره، والتي يقترحون ضرورة أن يعرفها المهاجر، وإلى حد أن يحفظها عن ظهر قلب: «1» العادات، و«2»التقاليد،«3»والأعراق، و«4»الأعراف الأخلاقية، فضلاً عن:«5» الأديان، وبكل ما يؤدي إليه ذلك من اختلافات كثيرة، ومتوقعة دائماً؛ في المفاهيم المعرفية عن الزواج بين شريكيْ الحياة عند تكوين الأسرة، وإنجاب الأطفال، بل وفي إدراك الحقوق المستحقة والواجبات الملزمة لكل من الزوجين! ‏
هل ساهم جوجل فى الحل
‏ولما كانت «الحاجة» دائماً هي «أم الاختراع»، وكما يقول المثل؛ فإن الصورة المثالية للارتباط الحقيقي بالزواج والتي تكمن في ضرورة أن يكون هناك عدد كبير من المقبلات والمقبلين على الزواج، والمتقاربين في اللغة، والفكر، والعادات والتقاليد؛ ليتم الاختيار على نطاق واسع، والمفاضلة، وبالشكل المطلوب، كما لو كان المغترب أو المغتربة في بلدهما الأم، إلا أن تحقيق هذه الصورة المثالية جداً قد يبدو تحقيقها شبه مستحيل؛ ولذا كان لا بد من لجوء المغتربين العرب ل«النت» وإلى آخر تفانين العم «جووجل»! ‏وهكذا انتشرت مواقع تزويج المغتربين، واختيار «العروس» أو «العريس»، وجمع رأسين في الحلال، و«لوجه الله» كما يُقال دائماً، إلى غير ذلك من الأهداف التي تبدو مثالية، وحسنة النية؛ وإلى أن بدأت مساوئها تظهر وبمرور وقت عليها غير طويل! ‏وباستعراض هذه المواقع، ومع افتراض حسن النوايا، أو حتى تصديقها تماماً ، لعدم الاقتناع أصلاً بنظرية المؤامرة؛ تظهر الكثير من المساويء! ‏
 فشل.. حتى في نسبة النجاح!
‏‏لاحظت نسبة  من المغتربين العرب أن من أغرب ما ذكرته أوثق تلك المواقع التزويجية على «النت»، وبدون الحاجة لذكر أسماء، وفي أحدث إحصائياتها المعلنة؛ أن نجاحها في مهمتها الإنسانية، وعلى حد اعترافها؛ لم يصل إلا إلى 17.5 ٪ فقط من عدد المتعاملين مع الموقع! ‏غير أنه، ومن وجهة نظر المراقبين والإحصائيين الاجتماعيين المحايدين؛ لم تمر حتى الآن الفترة الكافية من السنوات التي تكفل الحكم بموضوعية كاملة على نسبة نجاح واستمرار هذه الزيجات ب«النت» داخل هذه النسبة الضئيلة نسبياً أصلاً من الزيجات التي تمت، وبما يدل على ما إذا كانت كل أو بعص من تمت زيجاتهم بهذه الطريقة قد استمر زواجهم، أم تعرضوا للطلاق، أو الانفصال. يضاف إلى ذلك أن أخذ المعلومات عن «العروس» أو «العريس» اعتماداً على الصور، أو على بيانات تشبه ما يُكتب على «الفيسبوك» من بيانات شخصية، ودون معاينة شريكي الزواج ولفترة كافية بالعين والعقل والوجدان، وفيما يشبه على الأقل فترة الخطوبة القصيرة؛ لا يمكن أن يكون أبداً عاملاً مطمئناً على نجاح هذا الزواج المزعوم. ‏ومن هنا يلح السؤال: كيف يمكن أن يأتي الحل للخروج من هذه المتاهة! ‏
‏تحقيق.. المقومات الخمسة للزواج!
‏ ‏يرى كثيرون من المتخصصين الاجتماعيين أن الحل يكمن، أولاً؛ في ضرورة أن يحافظ المغترب على علاقته الحميمة بأهله ووطنه، فلا يتسرع في الزواج إلا بعد أن يكرر زياراته لـ «بلده الأم» ما كان ذلك مستطاعاً له أو في إمكانه، ليتمكن من اختيار شريكة حياته من ضمن أهله وعشيرته أو معارفهم، وثانياً؛ مهم جداً أن يوطد المغترب صلاته بأبناء بلده في الغربة من المقيمين بالبلد التي هاجر إليها، للاستفادة بخبراتهم، واتصالاتهم، وما يمكن أن يعرضوه عليه من أجل حل مشكلة ارتباطه بزواج ناجح.
‏ومن الضروري، ثالثاً؛ أن يهتم المهاجر والمغترب بالتواصل مع قنصليات بلاده وسفاراتها، ونفس الشيء ينطبق على المساجد والكنائس في أرض الغربة، مع المشاركة الإيجابية في كل ما تنظمه من فعاليات في الأعياد والمناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية والثقافية؛ حيث تتاح للمغترب في هذه الحالة أوسع الفرص والظروف الممكنة في غربته للقاء أفضل من يمكنه الارتباط بهن، والعكس صحيح بالنسبة للمغتربات الإناث.
‏ يقظة الجاليات ؟! . .   ‏
 ‏ثبتت أهمية تنشيط الشعور بالمسئولية التضامنية والوعي بأهمية الخدمة العامة لدى الجاليات العربية بالخارج، وهو ما يعد «رابعاً» هنا في الأهمية، وبالذات ببن قُدامى المهاجرين، ممن سافروا للمهجر منذ سنوات أطول، واستقرت أحوالهم المعيشية، ولديهم الرغبة في مساعدة الآخرين؛ وذلك من أجل إنشاء ودعم النوادي والمقاهي التي يمكنها أن تستوعب أبناء الجاليات العربية، وتنظيم احتفالات وفعاليات اجتماعية ترفيهية وثقافية ليس لها غرض آخر غير تجميع أبناء الجالية وتعريفهم ببعضهم، وتوعيتهم ضد كل وسائل استغلااهم، وتقديم المساعدة لهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً. ‏وأخيراً، وهو خامساً، وقد يكون الأهم؛ يهمس خبراء الاجتماع في أذن كل مغتربة ومغترب بعدم التعجل في اتخاذ «القرار الحاسم» بالزواج؛ إلا بعد الاستقرار الكامل، والتأكد من الحصول على جنسية البلد الذي أصبح يمكنه العيش فيه، فذلك وبحد ذاته يعطي الفرصة الكاملة للخروج من بلد المهجر والعودة، مرة أخرى ومرات، وكما يحب ويشاء، ودون عواقب أمنية، من البلد المهاجر إليه؛ ليتمكن من أن يكرر زيارة أهله وأصدقائه من وقت لآخر، ممن يأمن ترشيحهم الجاد والمناسب لشريك الحياة المناسب قبل أن يجمعهما سوياً القفص الذهبي.
كتب بواسطة

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

اترك تعليق

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *