القائمة

المُشترك الإنساني

غرفة الأخبار 4 أسابيع مضت 0 1.5 ألف

بقلم | د.عبدالله الكعيد

أكتب لكم من أحد المقاهي على شارع رئيس في منطقة (Green Wood) شمال لندن ويمرّ أمامي عشرات السحنات المختلفة. تأملت في أولئك المارة وحاولت تخمين أعراقهم وجنسياتهم وفشلت في ذلك ليس بسبب عدم قدرتي على التفريق بين الآسيوي والأوربي. بين الأفريقي هل هو من الصومال أو من نيجيريا. بين شعوب البلطيق أو من الأتراك وأهل التبت. بين الهنود والبنغال. بين العرب والأسبان أو الايطاليين. فشلي كان نتيجة عدم القدرة على رصد ذلك الخليط الكبير من تلك الأمم متعددة الأعراق والألوان. كل منهم يسير لهدفهِ ومبتغاه.

قد تحتك مناكبهم وأيديهم صدفة لكنهم لا يأبهون بذلك فهم في شُغلٍ شاغل بأمور دنياهم وحياتهم التي اجبرتهم على الرحيل قسراً عن ديارهم التي يحبون.

القانون هُنا هو الذي يُنظّم علاقة كل هؤلاء بعضهم ببعض مهما تعددت جنسياتهم. الذي لاحظته في ذلك الحِراك البشري هو المشترك الإنساني الذي جمعهم. فالاختلافات بين البشر لا تفرّقهم بقدر ما تُنظّمهم وتُؤلف بينهم حسب مقولة الروائي البير كامي ” الناس لو كانوا متشابهين تماماً لما أمكن جمعهم إلاّ في قطيع” يعني أن الاختلافات في الأعراق والديانات والثقافات والألوان هو الأصل وليس في التشابه والتطابق كالنُسخ الباهتة المكررة.

حين تسمح قوانين أي بلد بدخول الوافد اليها بطريقة مشروعة إما للعمل أو الدراسة أو لم شمل الأسرة أو حتى اللجوء بحثاً عن ملاذ آمن فيُفترض بوكالات تنفيذ القانون فيها حماية كرامته كإنسان مهما كان عرقه أو لونه أو جغرافيا موقع بلاده التي وفِد منها.

حسناً.. اذا وجد الوافد تلك الفرص في أي بلد كان وتمتع بتلك الميزات التي تُعطى له (كإنسان) ما هي إذاً واجباته تجاه ذلك المجتمع أو البلد الذي أتاح له ذلك الاندماج ؟

أليس بإطاعة القوانين وعدم إثارة مشاعر الناس بفرض طقوسه الدينية علناً وبصوت مرتفع؟ كل عاقل يُدرك ذلك، ولكن ما بال أولئك الذين يستفزون المجتمعات الأوربية بقراءة قرآننا الكريم بالميكرفونات عالية الصوت في الساحات العامة؟ هل يعتقدون أنهم بفعلتهم تلك يُحببون المارّة بالإسلام؟ لن أجيب فالسؤال مطروح على الجميع سواء من يعيش في دول أوربا أو من يتنعّم بالعيش في بلاده آمناً مطمئنا.

كاتب

  • تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

كتب بواسطة

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

اترك تعليق

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *