لم يكن افتتاح المتحف المصري الكبير مجرد حدث ثقافي أو احتفال أثري عابر، بل كان أكبر حملة تسويقية عالمية لمصر، رسم ملامحها الرئيس عبد الفتاح السيسي بدقة ليُعيد تقديم صورة مصر إلى العالم في أبهى صورها.
فبينما ظن البعض أن الحدث يقتصر على افتتاح متحف، كان الرئيس المصري يدير واحدة من أذكى الحملات الترويجية في تاريخ السياحة المصرية، مستفيدًا من حضور ملوك ورؤساء وقادة من مختلف أنحاء العالم، ومن التغطية الإعلامية غير المسبوقة التي نقلت صورة مصر الجديدة إلى مليارات المشاهدين عبر القنوات والمنصات العالمية.
منصة «تيك توك»، التي تضم أكثر من مليار ونصف مشترك حول العالم، بثّت الحدث مباشرة، إلى جانب آلاف القنوات الفضائية التي غطت فعاليات الافتتاح في وقت واحد، في حملة دعائية ضخمة لم تكن لتتحقق حتى بإنفاق عشرات المليارات من الدولارات لو أطلقتها أي جهة تسويقية بمفردها.
وأكدت مصادر مطلعة أن الرؤية التي تقف وراء هذا الحدث تتجاوز الاحتفال بالمتحف، إذ يسعى الرئيس السيسي إلى إعادة تسويق مصر كوجهة حضارية وسياحية عالمية، بهدف مضاعفة أعداد السائحين لتصل إلى 30 أو حتى 50 مليون سائح سنويًا خلال السنوات المقبلة، عبر استراتيجية تعتمد على الصورة الذهنية الإيجابية لمصر والاستقرار الذي تنعم به البلاد.
ويرى مراقبون أن نجاح الحدث في جمع هذا الكم من القادة ووسائل الإعلام العالمية يعكس قوة مصر الناعمة ومكانتها الدولية المتجددة، مشيرين إلى أن الرئيس السيسي استخدم الافتتاح كمنصة لإظهار الوجه الحقيقي لمصر الحديثة: دولة الأمن والاستقرار والفرص الواعدة.
ودعا الخبراء المواطنين إلى المشاركة في دعم هذا النجاح الوطني، من خلال حسن التعامل مع السياح، والمحافظة على نظافة المناطق العامة والمواقع الأثرية، مؤكدين أن السياحة هي المورد الذهبي القادر على تحسين مستوى المعيشة ورفع الاقتصاد الوطني إذا أحسن المصريون استثمارها.
واختُتمت الاحتفالات بدعوات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي حملت رسائل فخر وانتماء، تحت شعار:
«حبوا بلدكم.. لأنها تستحق أن نحملها في عيوننا.»
